انتشار السلاح وبزوغ نجم الجماعات الإسلامية وخصوصا المتشددة سيجعل بناء الدولة الليبية أمرا صعبا بسبب ممارسات الثوار التي لا يستطيع أحد التنبؤ بما قد يفعلونه، فحادثة مقتل القذافي قطع أصابع سيف الإسلام، تلك التصرفات لا تصدر من أناس يوصفون بأنهم ثوار، لأن الثائر يثور ضد الظلم والطغيان ولتحقيق العدل وسيادة القانون ولا يكون بالتنكيل بأزلام العهد القديم واغتصابهم وقطع أصابعهم فتلك تصرفات الرعاع والسفلة والسفاحين. المجلس الانتقالي الليبي والحكومة يقفان عاجزين عن كبح جماح تلك التصرفات وكلنا نتذكر تصريح مصطفى عبدالجليل حين قال «سأستقيل إذا دخلت الثورة مرحلة الانتقام فهو في قرارة نفسه كان يعلم أن الثوار سيسعون للثأر وستحصل حالات تصفية واغتيال لرموز النظام، لذلك يجب المسارعة لإنشاء جيش نظامي وضم الثوار قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه من نشوء جماعات قوى داخل الثوار قد تجمع وتكدس السلاح والانشقاق وتكون مليشيات مسلحة تركع تحتها الحكومة والشعب كما هو الحال في لبنان والصومال؛ حيث لا ينفع الناتو ولا الأممالمتحدة وستدخل في البلاد في دوامة لا مخرج منها. ليبيا الآن محط أنظار الجماعات الإرهابية من جماعة الشباب المجاهدين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والذي صرح أحد قادته وهو المختار بلمختار عن حصول التنظيم على كميات من الأسلحة الليبية، ترسانة معمر القذافي وكميات السلاح التي مون بها الثوار هي غير مؤمنة وفيها السلاح المتوسط والثقيل، هذا عدا التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن الدولي حول تداعيات تسرب السلاح الليبي على القارة السمراء بأكملها، وقد أبدى العديد من القادة الأفارقة تخوفهم من وصول الصواريخ المحمولة على الكتف لتنظيمات إرهابية مما قد يهدد حركة الطيران المدني في أنحاء القارة. يجب على الحكومة الإعلان لعموم الثوار أن أي خرق للقانون سيكون مصير المتجاوز القضاء ويجب عليها تقديم من عذب القذافي ومن قطع أصابع نجله للمحاكمة العلنية لكي يرى العالم كيف يبنى المستقبل في ليبيا، فنحن أمام دولة تنهض من جديد بخطى واثقة ثارت ضد الظلم والقمع والدكتاتورية فعار على ثوار حاربوا الظلم أن يكون حجر أساسهم لإعادة البناء هو الظلم والانتقام والتنكيل.