أكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل ل «شمس» أن الخطة الوطنية للمملكة في العلوم والتقنية سيتم الانتهاء منها بعد 15 عاما. وقال السويل عقب افتتاح وزير الاقتصاد والتخطيط خالد القصيبي، أمس، منتدى التقنيات المتقدمة وذلك في قاعة الاجتماعات بمقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، إن إقامة هذا المنتدى يصادف قرب انتهاء المرحلة الأولى من الخطة، مشيرا إلى أن الخطة الوطنية تكون عبر أربع مراحل كل مرحلة مدتها خمس سنوات. وأوضح السويل أن المرحلة الأولى شارفت على الانتهاء بالمنتدى هذا الذي يكسب وزنا خاصا بانتهاء المرحلة الأولى يجب أن نقف وقفة مراجعة، هل ما وعدنا بتحقيقه في المرحلة الأولى وكيف تم، مشيرا إلى أن المنتدى سوف يستعرض جميع التقنيات الاستراتيجية المتقدمة ضمن الخطة التي تبدأ بالمياه ثم البترول والغاز وتقنية النانو والمعلومات والطاقة وغيرها والتي يبلغ عددها 15 تقنية. وقال السويل المرحلة الأولى حين انتهت كان الهدف منها هو بناء بنية تحتية قوية للعلوم والتقنية والابتكار في المملكة المؤشرات التي درسناها وظهرت إلى الآن جدا مبشرة على سبيل المثال النشر العلمي في المملكة تضاعف من عام 2007 إلى الآن بنسبة 217 % مقارنة ببعض الدول مثل الصين التي بلغ نموها في هذا المجال 155 %، وإيران 184 %، وتركيا 144 %، وهذه النسبة عالية جدا قد تكون الأعلى في العالم أيضا نسبة الاقتباس من النشر العلمي للمملكة قد بلغت على المستوى العالمي 5.1 %، فيما بلغت النسبة في الصين 5.4 % وتركيا 4.91 %، وقد بلغ عدد الأوراق العلمية في المملكة عام 2007 نحو 2.500 ورقة لتتضاعف كميتها في عام 2010 إلى أكثر من خمسة آلاف ورقة علمية. وهناك مؤشرات أخرى سوف نعمل على تقييمها ثم تنشر على شكل دراسة لنفهم منها ماذا حققناه في خطة المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن كل مرحلة لها أهدافها ويتم تقييم كل مرحلة على حدة. وأكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على أهمية منتدى التقنيات المتقدمة بالنسبة للمدينة لاطلاع العالم ككل والمهم القطاع الأكاديمي في المملكة على إنجازات المدينة والخطة والاستفادة من آرائهم لأن هذا المنتدى فرصة طيبة ليس لاطلاع المشاركين ولكن لنسمع منهم آراءهم ونصحهم ونقدهم على ما تم للاستفادة منها، مشيرا إلى أن الهدف من الخطة توطين كل التقنيات في المجالات التي تهمنا. وحول المعوقات التي تواجه توطين التقنيات في المملكة، قال المعوقات تواجهها كل المجتمعات وخصوصا الدول النامية، وبالنسبة للمملكة سهلت الكثير من الأمور؛ فالدعم المالي وجد بشكل طيب، والتفاعل مع مؤسسات الدولة داخل القطاع العلمي جيد جدا، والتفاعل مع المؤسسات العالمية ممتاز. واعترف السويل بوجود بعض المعوقات وهي انتقاء الطاقات البشرية الوطنية المتميزة والاحتفاظ بهم، وقال نحن الآن في سوق المنافسة فيه عالية على الطاقات البشرية، جزء من معوقاتنا أنه إذا وجدنا طاقات جيدة متميزة ولدينا منها الكثير منافسة السوق تغري بعضهم وأنه يترك العمل الأول، ولكن هذه من المعوقات التي تواجه جميع المؤسسات ولكن نسعى لحلها والتعامل معها. وأكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنه من الصعوبة استقطاب الطاقات المتميزة لأن فيه منافسة بينما تطلبه المدينة والمؤسسات التعليمية الأخرى في المملكة والمؤسسات الاقتصادية الكبيرة، ولكن على الرغم من الصعوبة في الاستقطاب ولكن نجد شبابا سعوديا متميزا، مشيرا إلى أن منسوبي المدينة الآن عددهم نحو ثلاثة آلاف نسبة السعوديين 96 % وهذا جيد. وأوضح السويل في كلمته التي ألقاها، أمس، أن المدينة تعمل في المرحلة الحالية على تقييم الخطة الخمسية الأولى التي تنتهي بنهاية عام 2011، مشيرا إلى أن الخطة الخمسية الموسعة للعلوم والتقنية والابتكار عام 2015 تستهدف الوصول بالمملكة إلى طليعة الدول في المنطقة، كما تستهدف بحلول عام 2020 وهي نهاية الخطة الخمسية الثالثة لأن تكون المملكة في طليعة الدول الآسيوية في العلوم والتقنية والابتكار، وبعدها تصل المملكة بمشيئة الله تعالى في نهاية عام 2025 إلى مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة، وسط منظومة وطنية للابتكار تنافس عالميا. وأكد السويل الجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل التحول إلى مجتمع علمي تقني يحرص على نمو المعرفة، وتمثل ذلك في تضاعف عدد الجامعات وتوسع انتشارها وتميزها على الصعيد العالمي، ومن ذلك إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وكذلك جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ومعهد الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، كما تم إقرار الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي جاءت من عمل جماعي بين المدينة ووزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة المالية وعدة جهات. من جانبه أكد وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور خالد القصيبي، في كلمته أن التقنيات المتقدمة أصبحت عاملا أساسيا في تحقيق قيمة مضافة عالية وفي الارتقاء بتنافسية الاقتصاد الوطني وأنشطته المختلفة، حيث يلاحظ على المستوى العالمي ارتفاع نسبة الصادرات القائمة على التقنيات المتقدمة من 15 % في السبعينيات إلى أكثر من 30 % في الوقت الراهن، مشيرا إلى أن الاستراتيجية بعيدة المدى للاقتصاد السعودي حتى عام 2025 اعتمدت أهدافا وسياسات تركز على امتلاك المعرفة وخاصة في مجال التقنيات المتقدمة، كما نصت خطة التنمية التاسعة 2010 - 2014 على التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وتعزيز مقومات مجتمع المعلومات. وقال القصيبي إن خطة التنمية التاسعة أوضحت أن التوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة يقتضي تكامل الأنشطة، من خلال نشر المعرفة ونقلها وتوليدها وإنتاجها وتوظيفها واستثمارها في فعاليات الإنتاج المختلفة وتطويرها. وأكد القصيبي أنه لتحقيق ذلك اعتمدت الخطة عددا من الأهداف من أهمها مواصلة زيادة تمويل البحث والتطوير والابتكار وفق ما أقرته «السياسة الوطنية للعلوم والتقنية» ليصل إلى مستوى 2 % من الناتج المحلي الإجمالي لحلول عام 1445 - 1446ه