تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - دشن معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور خالد بن محمد القصيبي ومعالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، بحضور معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي فعاليات المنتدى الدولي الثاني للتقنيات المتقدمة 2011م اليوم في مقر المدينة بالرياض. وعد معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور خالد القصيبي التقنيات المتقدمة عاملاً أساسياً في تحقيق قيمة مضافة عالية في الارتقاء بتنافسية الاقتصاد الوطني وأنشطته المختلفة، مشيراً إلى أنه يلاحظ على المستوى العالمي ارتفاع نسبة الصادرات القائمة على التقنيات المتقدمة من 15% في السبعينيات إلى أكثر من 30% في الوقت الراهن. وبين معاليه خلال الجلسة الافتتاحية أن الإستراتيجية بعيدة المدى للاقتصاد السعودي حتى عام 2025م اعتمدت أهدافاً وسياسات تركز على امتلاك المعرفة وخاصة في مجال التقنيات المتقدمة، كما نصّت خطة التنمية التاسعة (2010م-2014م) على التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وتعزيز مقومات مجتمع المعلومات. وأفاد أن خطة التنمية التاسعة أوضحت أن التوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة يقتضي تكامل الأنشطة، من خلال نشر المعرفة ونقلها وتوليدها وإنتاجها وتوظيفها واستثمارها في فعاليات الإنتاج المختلفة وتطويرها, مؤكداً أنه لتحقيق ذلك اعتمدت الخطة على عدداً من الأهداف من أهمها مواصلة زيادة تمويل البحث والتطوير والابتكار وفق ما أقرّته “السياسة الوطنية للعلوم والتقنية” ليصل إلى مستوى 2% من الناتج المحلي الإجمالي لحلول العام (1445ه-1446ه). من جهته أوضح معالي رئيس المدينة الدكتور محمد السويل في كلمته الافتتاحية للمنتدى أن المدينة تعمل في المرحلة الحالية على تقييم الخطة الخمسية الأولى التي تنتهي بنهاية عام 2011م، كاشفاً عن أحد أهم المؤشرات فيما يتعلق بالنشر العلمي، حيث نما النشر العلمي في المملكة خلال الفترة 2007م-2010م بنسبة 217%، مقارنة ببعض الدول مثل الصين التي بلغ نموها في هذا المجال 155%، وإيران 184%، وتركيا 144%. وأشار إلى أن نسبة الاقتباس من النشر العلمي للمملكة قد بلغت على المستوى العالمي 5,1%، فيما بلغت النسبة في الصين 5,4% وتركيا 4,91%، وقد بلغ عدد الأوراق العلمية في المملكة عام 2007م حوالي 2,500 ورقة لتتضاعف كميتها في عام 2010م إلى أكثر من 5,000 ورقة علمية. وقال معالي الدكتور محمد السويل :” إن الخطة الخمسية الموسعة للعلوم والتقنية والابتكار عام 2015م تستهدف الوصول بالمملكة إلى طليعة الدول في المنطقة، كما تستهدف بحلول عام 2020م وهي نهاية الخطة الخمسية الثالثة لأن تكون المملكة في طليعة الدول الآسيوية في العلوم والتقنية والابتكار، وبعدها تصل المملكة بمشيئة الله تعالى في نهاية عام 2025م إلى مجتمع واقتصاد قائم على المعرفة، وسط منظومة وطنية للابتكار تنافس عالمياً “. وأشاد معاليه بالجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل التحول إلى مجتمع علمي تقني يحرص على نمو المعرفة، وتمثل ذلك في تضاعف عدد الجامعات وتوسع انتشارها وتميزها على الصعيد العالمي، ومن ذلك إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وكذلك جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، ومعهد الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، كما تم إقرار الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي جاءت من عمل جماعي بين المدينة ووزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة المالية وعدة جهات. بعد ذلك بدأت فعاليات المنتدى الذي يسعى لدراسة وتحليل التحديات وطرح أحدث الحلول وتوحيد الجهود نحو تحقيق أهداف الخطة الوطنية عن طريق تشجيع الشراكة الفعالة والتعاون بين جميع الجهات والقطاعات الحكومية والجامعات والقطاع الخاص، فضلاً عن الإطلاع على آخر التطورات ومصادر الدعم المالي للأبحاث التطبيقية، والابتكارات، وحاضنات التقنية. وتضمّنت فعاليات المنتدى في يومه الأول ثلاث جلسات علمية، حيث قدم سمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث عرضاً تفصيلياً ورؤية عامة عن الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار ومنجزاتها خلال الفترة السابقة والنظرة المستقبلية لهذه الخطة التي تهدف إلى بناء اقتصاد ومجتمع معرفي ومنظومة ابتكار وطنية منافسة عالمياً، كما شارك في هذه الجلسة الدكتور آلان توبيانا، عضو مجلس الإدارة بمجموعة فرنش كلسترز، بورقة عمل أوضح خلالها المبادرات الدولية, وتحدث عن فرنسا كنموذج. وتناولت الجلسة الثانية التي ترأسها نائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالعزيز بن محمد السويلم، أفضل المبادرات في مجالات العلوم والتقنية لدى ثلاث دول عربية، حيث شرح الدكتور محمد سلمان من معهد الكويت للأبحاث العلمية تجربة الكويت في مجال العلوم والتقنية. وفي الورقة الثانية استعرض الدكتور عبدالعالي حوضي من مؤسسة قطر للعلوم تجربة قطر في هذا المجال، واختتمت الجلسة بتعريف الحضور بتجربة مصر في مجال العلوم والتقنية قدمها الدكتور خالد الذهبي، من مركز بحوث الإسكان بمصر. وناقشت الجلسة الثالثة والأخيرة في اليوم الأول تطورات مشاريع التعاون الدولي، وكانت برئاسة الرئيس التنفيذي لقسم التقنيات بالهيئة العامة للاستثمار السعودية الدكتور أحمد اليماني، حيث تضمنت الجلسة ثلاثة أوراق علمية، بدأت بورقة لمدير برنامج التقنية والتصنيع بشركة آي بي إم، الشرق الأوسط الإفريقي الدكتور حميد الترابي، أوضح فيها رؤية الشركة لبناء كوكب ذكي. وفي الورقة الثانية تناول مدير تقنية لغة الإنسان بشركة آي بي إم في مصر الدكتور أسامة إمام، تجربة التعاون في مجال تقنية لغة الإنسان مع الشركة، كما اختتمت فعاليات اليوم الأول بعرض ورقة علمية توضح تجربة التعاون مع الأكاديمية الصينية للعلوم CAS، قدمها الأستاذ والمدير المشارك في معهد بكين للجينوم بالأكاديمية الصينية للعلوم الدكتور جون يو. وتستأنف فعاليات المنتدى يوم غد حيث يقدم عدد من المسؤولين في مراكز الابتكار والتطوير في مدينة العلوم والتقنية المبادرات في هذا المجال وبرامج التسويق والابتكار، إضافةً إلى عرض عن الابتكارات وطرق تسويق التقنيات يقدمها مسؤولون في كبريات شركات القطاع الخاص إضافة إلى المعنيين في القطاعات الحكومية، لتختتم الجلسة بعرض لمبادرات الجامعات السعودية الرائدة في هذا المجال.