بعيدا عن نظرية «داروين» وتناقضاتها هناك مراحل مختلفة تطرأ على حياة بعض الفنانين الذين يظنون أنهم تسيدوا المشهد ووصلوا إلى أبعد مما وصلت إليه مركبة الفضاء «ديسكفري». - مشكلة هؤلاء أنهم عاشوا في وهم غيبهم عن الواقع، سلختهم أحلام اليقظة وذهبت بهم بعيدا إلى بساتين حتى العشب فيها وردي! لا تغزوهم حمرة الخجل وهم يستجدون نظرات المعجبين ويلهثون مرتدين أقنعة ملونة من مكان إلى آخر. يرمون كل التهم على الصحافة وأنها هي التي تسببت في هدم جدار برلين وانحناء «برج بيزا»، وكأن البليد منهم لا يزال يبحث عن سبورة كي يمسحها على الرغم من أننا في زمن «السبورة» الإلكترونية وانتهى عصر الطباشير. - أعرف يا معشر هؤلاء أن لديكم حصانة ضد «الحصبة» والسعال الديكي بموجب شهادات التطعيم ولكن لا يوجد ما يسمى بحصانة ضد النقد. - التهريج ابن غير شرعي للكوميديا، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، كما أن التراجيديا لا يمكن اختصارها في دمعتين على الخد «سيالة»!.. ماذا تريدون إذا؟! - هذه الصحافة هي الأم التي أرضعتكم حليب الشهرة والنجومية منذ نعومة أظفاركم، هي التي علمتكم ما هو الرأي والرأي الآخر، هي التي حمت المجتمع من تهوركم في لحظات ودافعت عنكم عندما تطلب الموقف ذلك، هي تنظر إلى الرمادي بأنه أكذب الألوان، هي الإرث الذي سيبقى لكم وستبحثون عنه شئتم أم أبيتم. سنضع أقلامنا في عين المسيء ومن يحاول التقليل من المكتسبات وتغييب الوعي والحقيقة، ونمتن لمن يعرف أن الصحافة سلطة وليست بوقا لأحد.