يعد السعال الديكي واحداً من أمراض الطفولة التي تصيب الأطفال دون سن السادسة من العمر، وسمي بهذا الاسم لأن الطفل يصاب بنوبات من السعال الشديد يتبعها شهيق شبيه بصياح الديك وهو عبارة عن مرض بكتيري يكثر في فصل الشتاء، وتتمثل طريقة العدوى فيه بواسطة انتقال المرض من الطفل المصاب لآخر بواسطة الرذاذ الخارج من الفم والبلعوم أثناء السعال، وتمتد مدة الحضانة من أربعة أيام إلى عشرين يوماً. وقد أكدت وكالة حماية الصحة البريطانية على زيادة حالات السعال الديكي، حيث وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 20 عاماً وتوفي على إثرها خمسة أطفال خلال هذا العام. وأشار الباحثون إلى أن أغلب الإصابات تظهر بين المراهقين والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن سن ال 15، ولكن هناك زيادة كبيرة في حالات السعال الديكي بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر، حيث لا تسمح أعمارهم حتى بتلقي المصل الأول ضد المرض. وعلى الرغم من ذلك كشفت وزارة الصحة أن المملكة منذ فترة لم تسجل أي حالة جديدة للإصابة بمرض الدفتريا ومرض السعال الديكي ومرض شلل الأطفال خلال عام 2010م، وأكدت أن جميع مناطق ومحافظات المملكة شهدت انخفاضاً ملموساً في الأمراض المستهدفة بالتحصين خلال نفس العام، وذلك نتيجة ارتفاع مستويات التغطية باللقاحات المختلفة للتطعيمات الأساسية، والتي بلغت نسبتها أكثر من 98 في المائة. وأشارت الوزارة في الكتاب الإحصائي السنوي لعام 2011 الذي أعلنت عنه الأسبوع الماضي إلى أن معدل الإصابة بمرض الدفتيريا ومرض السعال الديكي انخفض إلى صفر لكل 100 ألف نسمة، فيما انخفض معدل الإصابة بمرض الكزاز الوليدي إلى 0.01 ، والحمى الشوكية إلى 0.01 لكل 100 ألف نسمة، والحصبة إلى 1.29 ، والحصبة الألمانية إلى 0.13 ، والالتهاب الكبدي «ب» إلى 18.72 لكل 100 ألف نسمة مقابل 20.43 عام 2008. والجدير بالذكر أن أعراض المرض تتمثل في عدة أمور ومنها ارتفاع درجة الحرارة، وحدوث نوبات سعال شديدة يتبعها شهيق شبيه بصياح الديك، وقد يعقبها قيء وخاصة أثناء الليل، واحتقان الوجه واحتمال حدوث نزيف تحت ملتحمة العين، ولكن لا توجد علامات واضحة تتناسب مع شدة السعال عند فحص صدر الطفل المصاب بالسماعة الطبية. ويتمكن الطبيب عادة من الوصول للتشخيص بمعرفة التاريخ المرضي وخاصة وجود السعال الشديد المتبوع بشهاق كما يحتاج أحياناً لإجراء بعض التحاليل المخبرية مثل إجراء مزرعة لبصاق الطفل أو للرذاذ الخارج أثناء السعال وذلك بوضع طبق بتري (طبق الزراعة المخبرية) أمام فم الطفل أثناء السعال، ومن ثم التعرف على الجرثومة المسببة للمرض، ويرتفع عدد خلايات الدم البيضاء والخلايا اللمفية بالإضافة لزيادة سرعة ترسب الدم. ومن مضاعفات المرض الإصابة بالتهاب رئوي أو انقباض في الرئة، وحدوث فتق سري أو سقوط المستقيم بسبب ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن أثناء نوبات السعال الشديدة. وليس هناك علاج شاف للسعال الديكي، وكل ما يمكن إعطاؤه للطفل المصاب هو أدوية لتخفيف حدة السعال لدى الطفل وخاصة أثناء الليل حتى يتمكن من النوم، ويحتاج الطفل لاستعمال مضادات حيوية إذا تم اكتشاف المرض في بدايته، ويجب الاهتمام بتغذية الطفل وتهوية غرفته.