مرض السعال الديكي هو مرض شديد العدوى سريع الانتشار، ويعد واحدا من أمراض الطفولة التي تلازم العديد من الأطفال دون سن السادسة من العمر. وسمي بهذا الاسم لأن الطفل يصاب بنوبات من السعال الشديد يتبعها شهيق شبيه بصياح الديك، وهو عبارة عن مرض بكتيري يكثر في فصل الشتاء. ومن مسبباته نوع من البكتريا يعرف باسم «بورتدلا برتس - Bortedella Pertissus». كما أن العدوى بالسعال الديكي تنتشر بصورة وبائية كل عامين أو أربعة أعوام. وبخلاف أمراض مثل الحصبة والنكاف والجديري المائي والتي يولد الطفل وهو مكتسب مناعة ضدها من أمه خلال الستة أشهر الأولى من عمره فإن الطفل يولد دون مناعة ضد السعال الديكي وذلك لانعدام وجود أجسام مناعية وأجسام مضأدة واجسام دفاعية في دم الأم لتنقل إلى الطفل. وينتقل المرض من طفل لآخر بواسطة الرذاذ الخارج من الفم والبلعوم أثناء السعال وتمتد مدة الحضانة من أربعة أيام إلى عشرين يوماً. الأعراض السعال المصاحب لهذا المرض يشبه في الأيام الأولى السعال المصاحب لأي التهاب في الشعب والممرات الهوائية ولكن بعد أيام يصبح جافاً ومهيجاً خصوصاً أثناء الليل. وبعد ذلك يأتي السعال في صورة شهقات إلى درجة يصبح الطفل فيها في حال سعال دائم، ويقوم بعملية التنفس في الوقت الذي تكون فيه الحنجرة مغلقة تماماً فيحدث صوت الديك عند التنفس. بعد ذلك تخف حدة نوبات السعال المتكرر وتقل تدريجياً وتتحسن حالة الطفل تحسناً ملحوظاً، كذلك يحدث ارتفاع في درجة الحرارة واحتقان الوجه واحتمال حدوث نزيف تحت ملتحمة العين. مضاعفات مضاعفات السعال الديكي يتأخر ظهورها إلى نحو خمسة أسابيع، وقد تكون خطيرة مثل الإصابة بالالتهاب الشعبي والالتهاب الرئوي، ويكون مصحوباً بارتفاع في درجة الحرارة مع زرقة وشحوب في الوجه وصعوبة في التنفس مع ازدياد في سرعة ضربات القلب وأحياناً تشنجات تصيب الأطفال الصغار بشكل خاص وتظهر أثناء نوبات السعال المفاجئة. ومن مضاعفات السعال الديكي أيضاً التهاب الدماغ «التهاب المخ الذي يظهر على شكل تشنج عام مع فقدان الوعي واضطرابات في حركة العضلات»، كذلك الإصابة بالتهاب رئوي أو انقباض في الرئة وحدوث فتق سري بسبب ارتفاع الضغط داخل تجويف البطن أثناء نوبات السعال الشديدة. علاج تجب رعاية الطفل المصاب بالسعال الديكي وملازمته بصفة مستمرة ولا بد أن يكون طعامه خفيفاً سهل الهضم ليناً، ويعطى كمية قليلة من السوائل بعد نوبة القيء حتى يستطيع جسمه أن يمتص ولو قليلاً من الطعام، وتهوية المكان الذي يتواجد فيه الطفل حتى يتجدد الهواء ويتوافر الأوكسجين النقي المفيد لتحسين حالته. وليس هناك علاج شاف للسعال الديكي، وكل ما يمكن إعطاؤه للطفل المصاب هو أدوية لتخفيف حدة السعال لديه وخاصة أثناء الليل حتى يتمكن من النوم. كما يحتاج الطفل لاستعمال مضادات حيوية إذا تم اكتشاف المرض في بدايته، أما فيما بعد فلا تنفع المضادات الحيوية في علاج المرض أو تعجيل الشفاء. تطعيم لنحمي أطفالنا من هذا المرض المعدي يجب إعطاؤهم التطعيم الخاص بالسعال الديكي، ومن الضروري مراعاة عدم إعطاء التطعيم إذا كان الطفل قد أصيب بمرض في الجهاز العصبي أو يكون لديه استعداد للإصابة بالصرع.