أبدى عدد من عشاق نادي الاتحاد قلقهم على مستقبل فريقهم الأول لكرة القدم في المنافسات التي يشارك فيها خلال الفترة الحالية نظرا لتذبذب المستويات وعدم ثبات عطائه خاصة بعد الخسارة التي تلقاها الفريق في مواجهته أمام الفتح بعد أن كانت الجماهير تمني النفس في تواصل النتائج الكبيرة. وشهدت الأوساط الاتحادية خلال الأيام القليلة الماضية الكثير من الأنباء عن احتمالية رحيل المدرب العجوز ديمتري عن الصفوف الاتحادية خاصة في حال عدم قدرته على إعادة الفريق إلى مساره الصحيح وتعديل أوضاعه في الديربي المرتقب أمام الأهلي الخميس المقبل في الوقت الذي أكدت فيه الإدارة أنها تعمل لتهيئة الأجواء المناسبة بعيدا عن القرارات الانفعالية. ولعل الأوضاع التي يمر بها نادي الاتحاد جعلت عضو شرفه والمرشح السابق لتولي كرسي الرئاسة أحمد محتسب يحمد الله كثيرا على عدم تولي الكرسي، حيث قال في تصريح خاص إلى «شمس»: «أحمد الله كثيرا على عدم ترؤسي نادي الاتحاد وأؤكد للجميع أنني غير نادم إطلاقا على اتخاذ قرار الانسحاب من سباق الترشيحات الذي أقدمت عليه وهو ليس كرها في خدمة النادي، بل تنفيذا لرغبة والدتي التي طالبتني بعدم الترشح، لما قيل لها عن سخونة هذا الكرسي». وحول ما يمر به نادي الاتحاد حاليا أوضح أن ما يحدث غير طبيعي من ناحية وجهة نظره ونظر الكثيرين، وشدد على أن معاناة الاتحاد الحقيقية ليست فنية بالدرجة الأولى قدر ما هي في بعض أجزائها إدارية ومادية وفكرية «هذا ليس تقليلا من جهود رئيس النادي اللواء محمد بن داخل ولكن هناك مشاكل تراكمية كثيرة من الصعب التغلب عليها دفعة واحدة وتحتاج إلى الكثير من التفكير والوقت والبذل والعطاء، والأشخاص المختصين كل في مجاله». واستشهد محتسب على حديثه بفريق كرة القدم بنادي الاتحاد الذي كان دائما بمعزل عن المشاكل الخارجية سواء إدارية كانت أم شرفية، وتفرغ للعب الكرة وتحقيق نتائج جيدة وقال «أصبح الوضع الحالي مزعجا للاعبين الذين اعتادوا خلال الأعوام الأخيرة التعامل مع إداري واحد، يبعدهم كلية عن التفاصيل التي لا علاقة لهم بها، وتؤثر عليهم وعلى أدائهم. واليوم هم يتعاملون مع خمسة أو ستة إداريين ما يجعلهم متحسسين من ذلك الوضع الغريب عليهم». وتحدث محتسب عما يدار في الوسط الاتحادي حول توقف العضو الداعم عن دعم إدارة النادي الحالية، وأكد أنه رغم ما يقال عن العضو الداعم إنه «زعلان» إلا أنه دعم الإدارة الحالية ب27 مليون ريال ومستبعدا توقفه عن دعم الاتحاد «معروف عن هذا الداعم أنه يقدم للاتحاد كل شيء دون الدخول في أي تفاصيل أو وضع اشتراطات معينة لتبرعه، وهي حالة فريدة ليس على مستوى الاتحاد فقط ولكن على مستوى الأندية ككل، فلن تجد من يدفع دون أن يتدخل». وأكد عضو الشرف الاتحادي أن الجميع يتفق على سياسة الإحلال في الفريق الاتحادي، موضحا أنه كان سيتحدث عن ذلك سواء حقق الفريق اللقب الآسيوي أو خسره «الإحلال وإيجاد خطة تطويرية بديلة هي سياسة لا بد أن تكون محورية في جميع الأندية، حتى لا يتوقف شريان التجديد في الفريق ويصاب بالترهل، وهو لا يعني أبدا التقليل من نجوم الفريق الحاليين على الإطلاق، بل يمنحهم نوعا من التحدي للاستمرارية». واستغرب محتسب حديث أحد الإداريين تجاه أحد اللاعبين وإلقاء الملامة عليه وتحميله مسؤولية نتيجة مباراة، لحصوله على بطاقة حمراء ما وضع اللاعب تحت ضغط أثر عليه مع فريقه ومع المنتخب، مشيرا إلى أن ذلك ربما كان نتيجة قلة الخبرة الكروية، إلا أنه يؤثر سلبا على الفريق ككل. ومن ناحية أخرى تحدث المدرب الوطني ولاعب الاتحاد السابق محفوظ حافظ بكل شفافية ووضوح عن وضع فريق كرة القدم بناديه للموسم الجاري باعترافه بوجود فشل واضح وقال في تصريح خاص إلى «شمس»: «الاتحاد قد ينافس على بعض البطولات ولكن من الصعب في الوضع الراهن أن يحقق بطولة وهو يمر بمرحلة بناء وفكر جديد في ظل وجود مشاكل مادية قد تؤثر عليه». وبين أن إعادة الاستراتيجية في نادي الاتحاد قد تدفعه إلى بيع عقود بعض اللاعبين التي قد تكون مكلفة ومرهقة للخزانة، مؤكدا أنه يجب التعامل حاليا مع الإمكانيات المادية المتوفرة والموجودة فعليا. وحول المبالغ الكبيرة التي كانت تحصل عليها إدارات الأندية من العضو الداعم «هذه الأموال أهدرت ولم تستفد منها أي إدارة لأنها تصرف على لاعبين ومدربين يتم تغييرهم في نهاية الموسم أو كان يفترض الاستفادة منها في بعض الأمور كبناء المعسكرات أو ملاعب أو فندق أو مدارس أو فرع آخر للنادي يكون رافدا أو أمور تعود بالنفع المستقبلي ولكنها للأسف ضاعت على اللاعبين والمدربين والسماسرة من داخل وخارج النادي». وأشار حافظ إلى أن ديمتري ليس المشكلة الوحيدة والأساسية في الاتحاد «عدم التوافق بين الجهازين الفني والإداري ينعكس سلبا على الفريق ونتائجه وعلى العمل بشكل عام وديمتري تأثر بإبعاد مساعديه حمزة إدريس وحسن خليفة بقرار لم يكن صحيحا ولكي يكون قرارا صحيحا كان يجب إبعاد ضلع المثلث الثالث وهو مدرب الفريق ديمتري ويظل قرار إبعاد المساعدين خاطئا في ظل الإبقاء على المدرب والأجواء حاليا غير مناسبة لإبقاء ديمتري». وتحدث اللاعب السابق في الاتحاد عن أجانب الفريق الحاليين ووصفهم بغير الأكفاء، مشيرا إلى أنهم لا يملكون القدرة على تقديم إضافة فنية والمساهمة في تحقيق البطولات للاتحاد «غياب نور أو كريري أو المولد قد يكون مؤثرا إنما غياب الأجانب الحاليين عن أي مباراة يعتبر أمرا غير مؤثر، وعلى الرغم من الفشل الحاصل إلا أن الاتحاد قد يحقق بطولة وربما يوفق في بطولة قصيرة النفس ويصل للنهائي كأبعد تقدير بعيدا عن تحقيق بطولة». وبين حافظ أن مستويات غالبية الأندية السعودية متراجعة مثل الهلال والاتحاد في الوقت الذي يعتبر فيه الشباب الفريق الأميز لامتلاكه لاعبين محليين وأجانب مميزين وقال «الأندية تأثرت بمشاركة لاعبيها في العديد من المنتخبات ما يفقدها الاستقرار ويؤثر على إعدادها». وشدد المدرب الوطني الحالي ولاعب الاتحاد السابق على أن الفريق الاتحادي بحاجة إلى الإحلال مع المدرب الجديد شريطة أن يكون إحلالا تدريجيا وليس إحلالا شاملا «اللاعبون الأميز الذين قد يقدمون إضافات فنية للفريق الأول هم هتان باهبري وأبوسبعان ولاعب درجة الشباب فهد المولد». وتحدث محفوظ عن قائد الفريق محمد نور مستغربا الحملات المنفذة تجاهه خاصة عندما يخسر الفريق ويتم إلصاق الخسائر له أو بمشاركته، مؤكدا أنه لاعب كبير ومؤثر ومن أهم لاعبي الفريق الاتحادي ويتعرض لضغوطات كبيرة. واختتم المدرب الوطني محفوظ حافظ حديثه إلى «شمس» بقوله «فوز الفتح على الاتحاد أمر طبيعي وليس غريبا لأنه فريق مميز ويسير في طريق الاستقرار».