حريق مدرسة براعم الوطن في جدة ثم حادث طريق حائل وبعدها حادث طريق جازان.. حوادث وقعت خلال أسبوع واحد، نعيش فيها غمرة الأسى الكبير والحزن الذي لا يعوض.. خلال أسبوع واحد.. فقدنا 18 روحا وعقلا وكيانا، كن يعشن بيننا، لهن كثير من الأحلام والآمال والذكريات..! ببساطة رحلن كطالبات وجامعيات ومعلمات أو بالأصح مجاهدات في هذه الحياة التي تتطلب الصبر والعمل... أريد أن أفهم المنظومة التي يعمل بها المجتمع، لماذا عندما تقع الكارثة وتحل المصيبة تبدأ مشاريع التطوير والإصلاحات.. وكأن أجساد الناس تعتبر أجهزة إنذار عن وجود خلل قاتل، طالبات مدرسة براعم الوطن لم يتم تدريبهن على التعامل مع الحريق، الأستاذة ريم النهاري قدمت مثالا لا ينسى مهما طوى الزمن قصتها، فالتضحية كانت هي المرادف لاسمها طوال حياتها، وبفضل الله ثم شجاعتها وإنسانيتها أنقذت 20 طالبة، ثم ماتت بشرف.. لو كان هناك تدريب للطالبات وآلية عملية وسريعة لإخلاء المدرسة عند حصول الحرائق لكانت النتيجة مختلفة تماما، أما الطرق فهي عالم آخر وحديث آخر، مشكلتها أعمق وأقدم ولم يتم تقديم حل لها حتى الآن.. دائما بين فترة وأخرى تحل هذه الكوارث ونستمر بخسارة بناتنا وأبنائنا، و«التحسف» على الفشل الكبير الذي نعيشه من قبل المسؤولين، نحتاج إلى من يعمل بإخلاص ويملك الحنكة وبعد النظر والخبرة.. ضعوا نهاية لمأساة حرائق مدارس البنات، ضعوا حدا للطرق القاتلة، لا تبدؤوا بعد فقدنا من نحب.. ابحثوا عن المشاكل الآن وعالجوها، هل يجب أن ننتظر في كل مرة ضحية جديدة لنتحرك؟