أكد الشيخ محمد صالح المنجد أن العلاقة بين الجنسين فيما يسمى بالحب قبل الزواج منه ما هو مباح لا يد للإنسان فيه، ومنه ما هو محرم، لأنه يقوم على علاقة محرمة، يفعلها الإنسان باختياره، فالأول كأن تسمع المرأة برجل صالح أو يكون لها جار أو قريب، فيقع في قلبها حبه، وتود لو تتزوج منه، ولا تزيد على ذلك مراسلة أو اتصالا، فهذا حب يعذر فيه صاحبه لأنه لا يد له فيه، ولم يقرنه بشيء محرم. واستدل المنجد بحديث ابن القيم في هذا الباب بأنه إذا حصل العشق بسبب غير محظور لم يلم عليه صاحبه، كمن كان يعشق امرأته أو جاريته ثم فارقها وبقي عشقها غير مفارق له، فهذا لا يلام على ذلك، وكذلك إذا نظر نظرة فجاءة ثم صرف بصره وقد تمكن العشق من قلبه بغير اختياره، على أن عليه مدافعته وصرفه. وعرض المنجد في إجابته عن سؤال السائل في موقعه لحديث لابن عثيمين، رحمه الله، الذي قال: قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب في أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق والظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل، ويقول إنه يرغب في زواجها، بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها، أو تخبر هي وليها أنها تريد الزواج منه، كما فعل عمر، رضي الله عنه، حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان، رضي الله عنهما، وأما أن تتصل المرأة مباشرة بالرجل فهذا محل فتنة. وأكد المنجد أن النوع المحرم هو ما جلبه الإنسان على نفسه بطريقة محرمة، كتعمد النظر، أو كان لا يد له فيه لكن قارنه بعد ذلك عمل محرم، كالمراسلة التي لن تسلم من كلمات الإعجاب والحب والخضوع بالقول، وهذه المراسلة من أعظم أبواب الفساد التي فتحت على الناس في هذه الأزمان. ووجه المنجد الحديث إلى الفتيات، مبينا أن الفتاة قد تنخدع بحديث بعض الشباب وأنه يرغب في الارتباط بها، وأنه يحبها ومتيم بها، لكنه في حقيقة الأمر يكذب عليها، والمرأة عاطفية بطبعها. وطالب المنجد الفتيات بضرورة مقاطعة المراسلة مع الشباب، سواء رغب هذا الإنسان في الزواج من إحداهن أو لم يرغب، فإن هذا لا يبيح لها أن تقع فيما حرم الله من مراسلته «إن إصرار هذا الشاب على مراسلتك دليل على فسقه وفجوره وانحرافه، وإلا فهل يرضى هذه المراسلة لأخته؟ وما يؤمنك أن يكون هذا الشاب زوجا صادقا معك – إن تزوجك - فقد تكون له علاقات مع غيرك، فهذا شأن المنحرفين الذين جربوا هذا الطريق».