لا يغرب نجوم السينما العالمية في الحصول على جوائز الأوسكار وحسب، بل يتمنونها ويحلمون بها طوال مسيرتهم، وحتى في حال حصول أحدهم عليها لمرة فإنه يرغب فيها للمرة الثانية نظرا لقيمتها المعنوية الكبيرة في تخليد اسم الفائز والصعود به إلى القمة الفنية وحصوله على أدوار أفضل بعد نيله الجائزة. وتعرف تلك الجائزة بجائزة الأكاديمية، ولكن شاعت باسم جائزة أوسكار التي تقدمها سنويا أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وهي من أرفع الجوائز السينمائية في أمريكا ويعدها البعض أهم جائزة سينمائية في العالم. وأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة فخرية وليست تعليمية تأسست في مايو 1927 في كاليفورنيا وتضم أكثر من 6000 عضو مختص بالفنون السينمائية يشكلون لجنة تصويت ضخمة. ولم يتفق المؤرخون على أصل كلمة أوسكار غير أنه يشاع أن أمينة مكتبة الأكاديمية مارجريت هاريك قالت عندما شاهدت التمثال للمرة الأولى عام 1928 «إنه يشبه عمي أوسكار» والبعض يقول إن الممثلة الراحلة بيت ديفيس أطلقت الاسم نسبة إلى زوجها الأول. ويبلغ طول الجائزة 34 سم ووزنها 3.85 كجم، وهو على شكل فارس يحمل سيفا واقفا على شريط فيلمي، وهو مصنوع من مادة البريتانيوم ويطلى في المرحلة الأخيرة من التصنيع بطبقة من الذهب. ولكي يرشح الفيلم في المهرجان يجب أن يكون قد تم عرضه في صالات السينما في كاليفورنيا في السنة السابقة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر، ويجب ألا يقل طوله عن 40 دقيقة لكي يتنافس على جائزة الأفلام الطويلة وإلا فسوف يصنف كفيلم قصير، كما يجب أن يكون حجمه الذي صور عليه العمل السينمائي إما 35 ملليمترا أو 70 ملليمترا، وتصدر الترشيحات عادة أوائل شهر فبراير من كل عام. وينظم مهرجان توزيع الأوسكار سنويا في شهر مارس في صالة مسرح كوداك في مدينة لوس أنجليس بكاليفورنيا، ومن أشهر الأفلام الحاصلة على الجائزة فيلم «تايتانك» الذي حصل على 11 جائزة أوسكار من أصل 14 ترشيحا في عام 1997، وفيلم «سيد الخواتم: عودة الملك» الذي حاز 11 جائزة أوسكار من أصل 11 ترشيحا في عام 2003. وقد حصد كثير من النجوم المشهورين الجائزة بعد ترشيحات متكررة لعدة سنوات، وفي حفل جوائز العام الماضي حصد فيلم «خزانة الألم» الذي يدور حول حرب العراق ست جوائز أوسكار من بينها أفضل فيلم، كما دخل التاريخ عندما اقتنصت مخرجته كاثرين بيغلو جائزة أفضل مخرجة، لتصبح أول امرأة تفوز بهذه الجائزة في تاريخ الأوسكار على مدار 82 عاما. وفي مفارقة مضحكة فازت الممثلة ساندرا بولوك، التي فازت بأوسكار أسوأ ممثلة لسنة 2009، بجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي عن دورها في فيلم «ذي بلايند سايد» وكانت الأوفر حظا للفوز بالجائزة بعدما حصدت كل الجوائز التي سبقت الأوسكار بما في ذلك جائزة جولدن غلوب وتلك التي تمنحها نقابة الممثلين. وساعد أداء بولوك الساحر في جعل الفيلم أول فيلم تقوم ببطولته امرأة بمفردها يتجاوز 200 مليون دولار في مبيعات التذاكر في أمريكا وكندا، وكانت تلك أول جائزة أوسكار لبولوك .