لا تبعد كرة القدم كثيرا عن السينما فكلاهما وسيلة سريعة للشهرة وتفجير المواهب؛ ولذلك فإن التداخل بينهما كبير، بحيث يمكن للموهبة الرياضية أن تلج باب السينما ولكن ليس العكس إلى حد كبير، وقد وجد كثير من نجوم كرة القدم في السينما مجالا إبداعيا إضافيا يقدمون من خلاله أعمالا ترتبط بأجواء الأكشن والإثارة التي يحبها الجمهور ويتابعها بشغف، وكما كان لبعض نجوم المصارعة والملاكمة حضور فني واسع في الشاشة البلورية، فإن نجوم كرة القدم أيضا برزوا في عدد من الأفلام السينمائية بقوة دفع من شهرتهم وحب الجمهور لهم. وأخيرا اتجه النجم العالمي البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو للقيام بدور البطولة في النسخة الثانية من الفيلم العالمي الشهير «الهروب إلى النصر» وهو تكرار للنسخة الأولى للفيلم الذي لعب بطولته أسطورة الكرة العالمية البرازيلي بيليه والذي تم عرضه عام 1981. ويؤكد التداخل الكبير بين عالمي السينما والرياضة عموما، وجود أكثر من 70 فيلما تم إنتاجها في أوروبا وأمريكا خلال الأعوام الماضية، كانت جميعها ذات صلة بكرة القدم، وبحسب تاريخ صناعة الأفلام التي تتعلق بكرة القدم فقد ظهرت أول أفلامها عام 1911 بعنوان «HARRY THE FOOTBALLER» وهو من إنتاج بريطاني، وتدور قصته حول نجم كبير تعرض للاختطاف من قبل أطراف تابعة للفريق المنافس، لكن صديقته تمكنت من إنقاذه في اللحظة المناسبة، وذلك ما أمكنه من المشاركة في المباراة وتسجيل هدف الفوز الحاسم لفريقه. ولم يقتصر الإنتاج السينمائي على الأفلام ذات العلاقة النسبية بالكرة، بل تم أيضا إنتاج أفلام كروية كاملة، منها ما تناول قصة حياة نجوم منذ ولادتهم إلى تحقيق شهرتهم في الميادين مثل دييجو أرماندو مارادونا، وبيليه، وزين الدين زيدان وديدييه دروجبا وغيرهم كثيرون، ومنها ما يروي مسيرة الأندية على غرار باريس سان جرمان الفرنسي. وشهدت السينما كذلك حضورا واسعا للرياضيين الكبار أخيرا سواء تعلق دورهم بشخصية نجم رياضي، أو أدوار أخرى لا تمت بالرياضة بصلة، فهناك نجوم التنس ونجوم الركبي، وأيضا نجوم كرة قدم، بداية من البرازيلي بيليه والأرجنتيني أوسفالدو أرديليس في الثمانينيات، مرورا بالإنجليزي جاري لينكر، والفرنسي إيريك كانتونا في التسعينيات، إلى البرازيلي رونالدو والإيطالي توتو سكيلاتشي أخيرا. ومن المنظور الفني والنقدي يعتبر فيلم «الهروب إلى النصر» الذي لعب بطولته بيليه وأسطورة الكرة الإنجليزية بوبي مور أشهر وأهم الأفلام العالمية التي لعب بطولتها نجوم كرة قدم وأذهل الأداء التمثيلي لبيليه وبوبي مور العالم بعد أن أذهلا العالم بأدائهما الكروي. وكان للعلاقات العاطفية لنجوم الملاعب الخضراء دورها في اتجاهاتهم السينمائية إذ إن كثيرا منهم مرتبط، أو سبق له الارتباط، بنجمة فنانة، وذلك على شاكلة الهداف السويدي لميلان الإيطالي زلاتان إبراهيموفيتش المتزوج من مواطنته الفنانة هيلينا سيجير، والهولندي ويسلي شنايدر من خلال زوجته يولانت كاباو. وقد أثبت عدد من اللاعبين الكبار موهبتهم الفنية في السينما وقدموا أنفسهم كنجوم بصورة مذهلة كما فعل الفرنسي أريك كانتونا، الذي يعتبر أفضل اللاعبين الممثلين على الإطلاق الذين نجحوا في عالم التمثيل، حيث شارك في 18 فيلما أولها كان عام 1995، أي قبل اعتزاله بسنتين، ويؤدي في الفيلم دور لاعب ريكبي اسمه ليونيل، وكان آخر الأفلام التي ظهر خلالها «SWITCH». ومن جهة أخرى، دخل النجم الإيطالي الدولي السابق الشهير سالفاتوري سكيلاتشي «توتو» عالم السينما من خلال مسلسل تليفزيوني إيطالي يلعب فيه دور زعيم مافيا في مدينة ميسينا، وهو الدور الذي كان يتطلع إليه، حيث كان يتمنى منذ وقت طويل القيام بهذا الدور خاصة أنه معجب كثيرا بنجم هوليوود روبيرت ديل نيرو الذي يهوى هو الآخر تأدية أدوار المافيوزو، كما استضافت السينما أيضا هداف الكرة الإنجليزية السابق جاري لينكر من خلال تواجده في العديد من المسلسلات التليفزيونية في بلاده من العام 1999 وحتى العام 2009، ليحافظ نجوم الكرةعلى شهرتهم حتى الرمق الأخير .