لم يجد ضيوف الرحمن حيال الخدمات التي وجدوها في انتظارهم سوى التعبير عن عظيم شكرهم وامتنانهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما أحاطتهم به من رعاية واهتمام منذ قدومهم إلى المملكة وحتى تأديتهم لمناسك الحج، رافعين أكف الضراعة إلى الله عز وجل أن يجزي خادم الحرمين وولي عهده خير الجزاء نظير عنايتهم بالمشاعر المقدسة وتقديمهم كل غال ونفيس للتيسير على حجاج بيت الله، خاصة في مشروع رمي الجمرات الذي أسهم في أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان. يقول الحاج مصطفى الأمين، من مصر «موسم هذا العام ميسر بكل المقاييس، فقد كنا كحجاج نخاف من رمي الجمرات لشدة الازدحام ومحدودية مساحة الحوض، أما الآن ومع التوسعات الكبرى التي قامت بها المملكة إضافة للتنظيم المميز الذي تقوم به الأجهزة المعنية فقد أصبح الرمي يسيرا جدا، إضافة لبقية الشعائر». ويضيف محمد صقر السبيعي أنه لمس عن قرب ثناء كثير من الحجاج على ما تقدمه المملكة من خدمة للحجيج وفي مقدمتها جسر الجمرات الذي ساعد كثيرا في تيسير مناسك حجهم وأدائه بكل يسر وأمان «مشروع جسر الجمرات مشروع جبار ولا شك أنه استطاع استيعاب ملايين الحجاج خاصة أن هناك مسارات وخطة منعت التكدس وتصادم أفواج الحجيج وسقوط بعضهم قرب الجمرات». نزهة إلى جسر الجمرات وأشاد أحمد رضي وزوجته عائشة من فرنسا بمشروع الجمرات وقالا إنهما لم يكونا يتوقعان أن يتم رجم الجمرات بكل هذه السهولة واليسر، ووصفا الذهاب لجسر الجمرات ب«النزهة» بعد أن كان يمثل للمسلمين خوفا بعد حوادث الزحام والدهس حول الجمرات. وتشاركهما في الرأي أسرة تونسية أبدت رضاها التام عن مشروع جسر الجمرات وعما يقدم من خدمات وفي مقدمتها مساندة وتوجيهات رجال الأمن للحجاج حول الجمرات، أما الحاج عيسى بختر فيقول «لو لم يكن الحرمان الشريفان في هذا البلد الكريم لما وصلا إلى ما وصلا إليه من توسعات خاصة توسعة الجمرات، واهتمام تقني وحرفي ليس له مثيل في جميع المشاريع». ويرى الحاج صبري متولي «هذه أجمل أيام حياتي التي أقضيها في المشاعر المقدسة ومما زاد من روحانية المكان وحلاوة التلذذ بالعبادات هو ما وضعته حكومة المملكة من مشاريع جبارة أسهمت في راحة الحجيج وفي مقدمتها توسعة جسر الجمرات بحيث أصبح الوصول إلى الحوض ورمي الجمرات غاية في السهولة واليسر». فرق شاسع محمد الشمري، من حجاج الداخل يقول إنه حج قبل نحو 12 عاما ووجد فرقا شاسعا في رمي الجمرات سابقا والآن بعد مشروع توسعة الجمرات «توسعة جسر الجمرات والتواجد الأمني المكثف إضافة إلى منع حمل الأمتعة أسهم في إتمام النسك دون أي إصابات كما كان يحدث سابقا»، مضيفا «حكومة المملكة حريصة على أن تصل خدماتها إلى جميع الحجاج دون تمييز». ويقول الحاج جاسم حمود، من إحدى الحملات القطرية «كان أكثر ما يخيفنا في السنوات الماضية الازدحام الشديد أثناء رمي الجمرات وحوادث الدهس التي تجعل الذعر يدب في النفوس، ولكن هذه المخاوف تبددت خلال العامين الماضيين وهذا العام بفضل الله ثم بفضل المشروع الكبير لتوسعة الجسر» مضيفا «لقد تمكن والدي المريض الطاعن في السن من رمي الجمرات بنفسه دون أن يصاب بأي أذى». استعداد مبكر وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين يقول إن برنامج التفويج الذي وضعته الوزارة يهدف إلى ضبط ومراقبة تطبيق الجداول الزمنية لتفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات بعد عمليات التطوير الكبيرة التي تم في المنشأة وتزويدها بجميع وسائل السلامة والراحة للتسهيل على ضيوف الرحمن عند رمي الجمرات. ويضيف أن الفئة المستهدفة بعملية التفويج خلال حج هذا العام تشمل جميع الحجاج المقيمين بمشعر منى، وحول هدف خطة عمل البرنامج لهذا العام. 5 طوابق للجمرات يعد مشروع تطوير رمي الجمرات ثمرة جهود الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لمواكبة أعداد الحجاج وتأمين راحتهم وسلامتهم أثناء تأديتهم لمناسك رمي الجمرات، والمنشأة الحديثة لجسر الجمرات تتكون من خمسة طوابق بخلاف دور البدروم وقد صممت أساسات المشروع على أن تتحمل 12 دورا وأساسات مباني الخدمات لتتحمل 13 دورا، وقد تم تقسيم المشروع على خمس مراحل، كل مرحلة منها تنتهي في الخامس عشر من ذي القعدة من كل عام بدءا من عام 1426ه وانتهاء بعام 1430ه حيث يستهدف المشروع حين انطلاق فكرة إنشائه على تفتيت العدد الهائل من حجاج بيت الله الحرام بحيث يمكن تقسيمهم على عدد خمس طوابق، ويتم دخولهم من 11 مدخلا وخروجهم من 12 مخرجا بدلا من المدخل الوحيد في الجسر القديم، إضافة إلى تنوع طرق الدخول والخروج من وإلى الجسر من ممرات مستوية إلى منحدرات خفيفة الميل إلى سلالم عادية ومتحركة. أجواء إيمانية وما يميز المشروع استخدامه للتكييف الصحراوي الطبيعي حيث يلطف الأجواء 520 مكيفا صحراويا، الأمر الذي يساعد على الراحة النفسية للحجاج أثناء الرمي، وكذلك أخذ في الاعتبار القدرة على رصد المعلومات عن الازدحام في الجسر وحول الجمرات والساحات والشوارع المحيطة مما يساعد على سهولة إدارة الحشود وتفويج الحجاج واستباق الحوادث قبل وقوعها .