أبهرت الصورة الحضارية لمشعر منى، من حيث النظافة العامة وتوافر جميع الخدمات وانتظام حركة الأسواق، ضيوف الرحمن من جميع جنسيات العالم الذين أدوا الركن الخامس، وقال عدد ممن التقيناهم في مشعر منى إنهم لم يكونوا يتصورون حجم النظافة التي وجدوها في المشاعر المقدسة والعناية الكبيرة من قبل الجهات المعنية بالنظافة. حج بلا روائح! وتقول الحاجة رقية الخميس من دولة الكويت «منذ انطلاقنا من المسجد الحرام والمبيت في منى ومن ثم التوجه لعرفات والعودة مرة أخرى لمزدلفة وانتهاء برمي الجمرات في مشعر منى؛ قلما رأينا نفايات، وإن وجدت فسرعان ما تزال من مكانها وهذا شيء مطمئن للحجاج بأن البيئة في المشاعر المقدسة نظيفة. الحلاقة المؤذية! ولاحظ عبدالله الخالدي الاهتمام بنظافة المباسط المرخص لها وتوافقها مع اشتراطات الصحة العامة وخاصة التي تبيع الأغذية من وجبات جاهزة، وهو ما يؤكد حرص أمانة المشاعر المقدسة بنظافة وسلامة الحجاج «كما شاهدنا اختفاء المباسط العشوائية والمخالفة وباعة الأغنام الجائلين الذين كانوا يسببون إزعاجا للحجاج ويتسببون في انتشار الذباب». ويشاركه في الرأي الحاج عنتر سليم من مصر، حيث تمنى أن يتم الاهتمام بشكل أكثر بمتابعة الحجاج الذين يقومون بالحلاقة خارج الأماكن المخصصة لهم، حيث شوهد المئات من الحجاج يقومون بحلاقة بعضهم بعضا ومن ثم يقومون برمي أمواس الحلاقة على الأرض ما تتسبب في إيذاء الحجاج. ويؤكد عبيد الهمزاني من حجاج الداخل على منح الحجاج قبيل قدومهم للأراضي المقدسة دروسا توعوية في أهمية نظافة البيئة، وفي ذات السياق يرى خالد علي ضرورة أن تعي حملات الحج أهمية نظافة خيمها، والتخلص من النفايات بطريقة صحية وآمنة تمنع انتشار الرائحة أو الحشرات. ومن جهة أخرى أكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار استنفار جميع الطاقات خلال أيام التشريق بمشعر منى، وقال «الأمانة أصبح لديها الخبرة الكافية والإمكانيات العالية في أداء الخدمات البلدية المختلفة وذلك بعد أعوام طويلة من العمل في هذا المجال. وأضاف «جميع المرافق والخدمات بالمشاعر المقدسة في جاهزية تامة لأيام التشريق» معربا عن ارتياحه لتوفر الخدمات البلدية في المشاعر المقدسة. وأشار رئيس أمانة المشاعر المقدسة المهندس صالح عزت أن الأمانة ستبدأ تشغيل الأنابيب «الشافطة للنفايات» آليا من المشاعر المقدسة إلى خارجها العام المقبل، وسيتم وضعها في موقعين بمشعر منى تم اختيارهما بعناية فائقة. وأكد أن فكرة المشروع نبعت بعد تخزين النفايات آليا تحت الأرض بسعة تخزينية 35 طنا للحاوية الواحدة ليتم نقلها إلى خارج المنطقة بعد الانتهاء من موسم الحج. وأوضح أن منطقة المشاعر يوجد بها نحو 6500 عامل نظافة لنظافة الشوارع ونقل النفايات إلى السيارات ووضعها في حاويات، وبين أن عدد الصناديق الضاغطة التي يتم تخزين النفايات فيها يبلغ نحو 1100 صندوق موزعة على مخيمات الحجاج، إضافة إلى أكثر من 650 معدة أخرى. وعن أولويات وزارة الشؤون البلدية والقروية في الحج أكد المهندس عارف قاضي مساعد أمين العاصمة المقدسة للتنمية والتطوير والمدير العام للمشاعر المقدسة والمواسم أن النظافة العامة وإيجاد بيئة نظيفة ونقية تساعد الحجاج على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وأمان على رأس أولويات الوزارة. وعن حجم القوى العاملة بالحج قال قاضي إنها تتجاوز 21 ألف شخص فيما يبلغ عدد مراكز متابعة النظافة بالمشاعر المقدسة 27 مركزا، وأشار إلى أن هذه المراكز أشبه بالبلديات المصغرة ومن أولى مهامها متابعة النظافة