لم تكد المدينة الصناعية الأولى في مدينة الدمام، تطوي ملف حادثة تسرب الغاز، التي وقعت قبل أسبوع، حتى سجلت صباح أمس، إصابة خمسة عمال، إثر استنشاقهم أبخرة متصاعدة من مصنع آخر في المدينة لا يبعد عن الأول سوى أمتار، بيد أن حجم الأضرار كان هذه المرة أقل، إذ لم تعلق الدراسة، أو يصدر قرار بإغلاق المدينة الصناعية في شكل كامل، على غرار ما جرى الأسبوع الماضي. وأوضح الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري، أن «غرفة العمليات الرئيسة تلقت صباح اليوم (أمس) بلاغاً، يفيد بإصابة خمسة عمال مقيمين، بأعراض تتمثل في حرقة في العينين، واحتقان في الحلق، وراجعوا أحد المستشفيات القريبة من منطقة عملهم، وحصلوا على العلاج اللازم، وغادروا المستشفى في حينه». وأبان الدوسري، أن «فرق التدخل في الحوادث الكيماوية التابعة للدفاع المدني، قامت فور تلقي البلاغ، بتمشيط المدينة الصناعية، والمواقع المجاورة لها»، مبيناً أن «جميع أجهزة الرصد سجلت قراءات مطمئنة، تفيد بخلو الجو من أي غازات أو مواد خطرة». وأشار إلى أن التحقيقات الأولية «ترجح أن الإصابات، حدثت إثر تعرض العمال لأبخرة مادة «الأسيد» الصادرة من المصنع». وكشف أنه سيتم «إحالته إلى لجنة النظر في مخالفة نظام الدفاع المدني، لإصدار غرامة مالية على المصنع. فيما لا تزال التحقيقات جارية في هذه الحادثة»، لافتاً إلى أن المدن الصناعية «معرضة لوقوع مثل هذه الحوادث، نظراً لطبيعة نشاطها». وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة، أن المصنع الذي تصاعدت منه الأبخرة، يقتصر نشاطه على صناعة «الأسيد»، وأن بعض العمال الذين يعملون في المصنع تعرضوا لإصابات، تضمنت اختناقات وضيق في التنفس. فيما ذكر عاملون في مصانع مجاورة، ل «الحياة»، أن «الرائحة بدأت في الانتشار صباح اليوم (أمس)، واعتقدنا أنها مقبلة من منطقة الخالدية، التي تحوي مستودعات، إلا أننا تأكدنا لاحقاً من أن مصدر الرائحة أحد مصانع «الأسيد». ولم تُرصد أي حالة من الاستنفار بين المصانع، أو العاملين فيها، نظراً للتأكيدات التي وصلتهم من الدفاع المدني، والتي طمأنت فيها الجميع على أنه «لم يتم رصد أي نسبة من الأبخرة، أو الغازات في الجو بعد حادثة التسرب». 30 ألف ريال العقوبة «القصوى» لمخالفة معايير السلامة