رحبت أمريكا وبريطانيا بالجهود الأوروبية لوضع نهاية لأزمة منطقة اليورو في اجتماع عقدته مجموعة العشرين للاقتصاديات الصاعدة والصناعية في باريس أمس. والتقى وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الاقتصادية أولي رين قبل اجتماع لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين في اليوم الثاني والأخير من محادثاتهم وفقا لما ذكره مسؤول بالاتحاد الأوروبي لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ». وأضاف المسؤول أن جايتنر أعرب في الاجتماع عن «دعمه» لاستراتيجية تسوية أزمة منطقة اليورو التي عرضتها المفوضية الأوروبية الأربعاء الماضي. وتعتمد الخطة المكونة من خمس نقاط التي تشبه بدقة الأفكار التي طرحتها في وقت سابق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على إعادة رسملة المصارف والتخفيف من أعباء الديون عن اليونان، وتعزيز تسهيلات الإنقاذ المالي لليورو وتقوية قواعد الانضباط في منطقة اليورو. ودعا وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن اجتماع مجموعة العشرين «لمواصلة الضغط» على صانعي القرار بشأن العملة الموحدة. يشار إلى أن بريطانيا عضو في الاتحاد الأوروبي ولكنها ليست عضو في منطقة اليورو. ونقلت وكالة «برس أسوشيشن» البريطانية للأنباء عن أوزبورن قوله «تسوية أزمة منطقة اليورو ستكون أكبر دعم للنمو العالمي والبريطاني. ويتم الآن في نهاية المطاف حشد الزخم تجاه ذلك». وذكر دبلوماسيون أن بيانا عن اجتماع مجموعة العشرين من المتوقع يرحب بمحاولات التغلب على أزمة منطقة اليورو. ومن المتوقع أن تتبنى قمة للاتحاد الأوروبي خطة شاملة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وسوف يسمح ذلك للاتحاد بطمأنة الشركاء بأنها «الخطة» ستأتي على رأس القضايا في اجتماع زعماء مجموعة العشرين الذي سيعقد في مدينة كان بفرنسا يومي الثالث والرابع من الشهر المقبل. وأشار أوزبورن إلى أن «العد التنازلي لقمة كان لزعماء العالم بدأ مطلع هذا الأسبوع». وكان صندوق النقد الدولي حث زعماء الاتحاد الأوروبي على وضع نهاية لمشكلات الديون التي تضر بمنطقة العملة المشتركة لمنع حدوث تداعيات على الاقتصاد العالمي يمكن أن تؤجج الركود الاقتصادي. ومن جهة أخرى، أكد وزير المالية الجنوب إفريقي برافين جوردهان أن جنوب إفريقيا تدعم «بقوة» فكرة فرض ضريبة على الصفقات والمعاملات المالية، وذلك في خطاب تم توزيعه خلال اجتماع لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بدول مجموعة العشرين في باريس. وقال جوردهان ونظيره الفرنسي فرانسوا باروان في خطاب مشترك حول سبل توفير التمويل لمكافحة التغييرات المناخية «ندعم بقوة الموارد الأخرى غير الكربونية، مثل فرض ضريبة على الصفقات والمعاملات المالية». وجرى توزيع خطابهما الذي ركز على قمة التغييرات المناخية التي من المقرر أن تستضيفها جنوب إفريقيا في وقت لاحق من العام الجاري في مدينة ديربان، على الصحفيين الحاضرين بالاجتماع. وقال جوردهان وباروان إن فرض ضريبة على الصفقات المالية قد يؤدي أيضا إلى زيادة التمويلات المخصصة للمساعدات التنموية، ولكنهما لم يحددا ما إذا كان فرضها يجب أن يكون مشروطا باتفاق عالمي، وهي نقطة شائكة نظرا لمعارضة الولاياتالمتحدة. وترى فرنسا وألمانيا، بخلاف المفوضية الأوروبية، أنه يجب على الاتحاد الأوروبي المضي قدما بتنفيذ الخطة، بينما يعارضها أعضاء آخرون بالاتحاد الأوروبي مثل بريطانيا والسويد خشية هروب رأس المال. يشار إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل انتقدت أمس الولاياتالمتحدة لقيامها بتوبيخ الاتحاد الأوروبي بشأن منطقة اليورو، بينما تعرقل تمرير سياسة قد تساعد في معالجة أزمة الديون لديها. وقالت ميركل «لا يمكن أن تقوم دول من خارج منطقة اليورو، تحثنا دائما من الخارج على فعل شيء ما لمعالجة أزمة الديون، وفي الوقت نفسه ترفض أي ضريبة على المعاملات والصفقات بالأسواق المالية» .