يقول المسؤول عن مكتبة هيدينجرينز الكبيرة في وسط العاصمة السويدية ستوكهولم نيكلاس بيوركهولم «حان الوقت لمكافأة شاعر ومنطقة الشرق الأوسط. فمن يستحق هذه الجائزة أكثر من أدونيس؟». ولكن جاءت الإجابة أخيرا باستحقاق الشاعر السويدي توماس ترانسترومر واستبعاد علي أحمد سعيد الذي يدخل لعدة أعوام في جفوة مفتعلة مع جائزة نوبل للآداب التي ظلت تتخطاه العام تلو الآخر وإن أنصفته الترشيحات كما أكد بيوركهولم بقوة «هذه السنة سينال أدونيس الجائزة. هذا سليم من الناحية السياسية». خروج أدونيس المتكرر من باب «نوبل للآداب» يعزز الجدلية القائمة على المعايير التي يفوز بها أصحاب النصيب، فرغم فوز الشاعر السوري بالكثير من الجوائز والاستحقاقات والإنتاج الإبداعي الغزير إلا أن الجائزة ظلت عصية عليه وبعيدة عنه وإن كان طامحا إليها، وطالما كان للبعد والمعيار السياسي دوره المؤثر في اتجاهات واستحقاق الجائزة العالمية الأكبر في مجال الأدب، فستظل تتخطاه دوما لما يعرف عنه من موقف مؤيد ومناصر للقضية الفلسطينية، وهو موقف لن ينسخه أي موقف سياسي أخلاقي آخر أيا كانت قيمته. انتهي أدونيس بجائزة جوته العالمية دون نوبل، لأنه ببساطة لم ينتقل بمعياره السياسي إلى النفاق الذي يجعله مؤهلا للحصول على هذه الجائزة الرفيعة.