ستيف جوبز من أصل سوري.. من أصل لبناني.. من أصل عراقي.. ستيف مسلم.. بل إنه ليس مسلما.. لا تجوز عليه الرحمة.. لقد ربح دنياه وخسر آخرته.. كلها تعليقات عربية بحتة من بعض متصفحي الإنترنت.. ربما كانوا مشاهدين أو معجبين أو ممن يبحثون عن طريقة لملء أوقاتهم الفارغة أو مجرد مارين على خبر خسارة العالم مبتكر منتجات شركة «آبل» الذي قاد الشركة التي كانت في طريقها للانهيار في وقت ما ليجعلها واحدة من أكثر الشركات ربحا وتفوقا في العالم بعد أن صعد سعر سهمها سريعا لتصبح قيمتها السوقية اليوم بما يعادل مئات مليارات الدولارات. ستيف جوبز.. ذلك الشخص المبدع الذي أدخل لعالم التقنية ما أبهر الأعين بألوانه وتصميماته وسلاسته وبساطة التعامل مع مخترعاته التي ألهمت كل منافسيه! ستيف هو الرجل الوحيد الذي أجبر الجميع على الانتظار في طوابير حاشدة أمام كل متاجره في الأسواق العالمية عند صدور أي من منتجاته الجديدة الخارجة عن المألوف.. فبالرغم مما عاناه في حياته إلا أنه اختار أن يكون من المؤثرين في تاريخ عصره كما قال! من الحماقة والسطحية أن يقضي البعض وقته في الحكم على مصير أي شخص كائنا من كان، بحكم أن هذا القرار ليس من وظيفة البشر، وخصوصا إن كان شخصا بحجم هذا الرجل الذي يتوق من يمسك بأي من مخترعاته لأن يصل ولو لنصف ما وصل إليه، وأي منا يتمنى أن يأسف العالم على رحيله كما أسف على رحيل ستيف! شيء ما يخجلني حين أشعر بأن الصحة منحت لي ولأشخاص لم يقدموا بعد لمجتمعاتهم أي شيء حقيقي ذي قيمة، وأنها سلبت من ستيف الذي صرح قبل وفاته بأنه لا يزال في رأسه عدد من الاختراعات الجديدة التي لم تر النور بعد.. ويبدو أنها لن ترى النور أبدا.