يحق أن تعاد تسمية مؤسس «آبل»، من ستيف جوبز إلى «آي جوبز» اعترافا بالنقلة الحضارية التي شهدها عالم الاتصالات، بعد عودته لشركته التي طردته في 1985 حينما استخف بمؤسس «مايكروسوفت» بيل جيتس، الذي كان يزودهم بالبرمجيات، وسرق منهم فكرة قدم بها ثورة «الويندوز» بأقل التكاليف كاتبا بها الانهيار والطرد. عودة جوبز إلى مكانه بعد عشرة أعوام، أفرزت انشغال العالم لاحقا بمنتجات بدأت ب«آي ماك» ثم «آي فون»، «آي باد»، «آي بود»، «آي تيونز»، و«ماك بوك».. ألا يستحق الراحل صريع سرطان البنكرياس «أخطر السرطانات»، لقب «آي جوبز»؟ هذا ما يعني العالم أجمع، بشأن ما أسهم في تقديمه الرجل المرتبط ب«تفاحة التقنية»، إلا نحن العرب، تذكرنا فقط الجانب الذي يهمنا، في إظهار مرضنا المعتاد «التمسُّح بالمشاهير». ركزنا في خبر رحيل ستيف جوبز، على أبيه البيولوجي، وليس أباه الذي رباه في كوبرتينو بكاليفورنيا، قرب منطقة «وادي السيليكون» مهد التقنية الحديثة. تذكرنا السوري عبدالفتاح جون جندلي، الذي تحصل على دكتوراه في الولاياتالمتحدة، وتعرف على والدة جوبز، وأنجب منها ستيف والكاتبة منى سيمبسون، حيث انتميا لاحقا بالتبني لأسرتين مختلفتين. أسرة صنعت نجما تقنيا، والثانية صنعت كاتبة مرموقة.. لذا علق سوريون، أمس، على «تويتر»: هل كان سينجز جوبز ما أنجزه، لو عاش في سورية؟ لهذا كتب السوريون عبارات تعكس ما بداخلهم اجتماعيا وسياسيا، على شاكلة: «الموت غيّب السوري الخطأ»، و«غيّب الموت جوبز بمرض السرطان، وسرطان سورية بشار يستمر». ولهذا قال العرب إن أوباما لما حكم أمريكا «خليط إفريقي عربي، اسمه مبارك حسين أوباما»، وشكسبير من قبيلة عربية.. والمرض لا يزال مستمرا!