تكون ردة الفعل الأولى دائما محفوظة في حيز من الذاكرة، قد يهتم لها البعض للحين الذي يجعلهم في حذر وتألق مصطنع، وعندما تفصح عن اسمك تظهر عند الطرف الآخر ردة فعل مختلفة ولا يمكن توقعها، الأسماء قد تأخذ من أرواحنا وشخصياتنا نصيبا بل وكل النصيب، قد تكون ثابتة فنستنكر على «س» أن يسمى بغير اسمه، وأخرى متغيرة على «ص» فكل يبدي له اسما مقترحا، وقد يقدر عليك فتتسمى باسم أحد أجدادك، كما سماني أبي زبيدة على جدتي، الاسم الغريب المستنكر الذي لا أفضله ولا أتخيل نفسي بغيره. جدتي زبيدة -رحمها الله- ممن عاشت في الدنيا بحسن خلق وخرجت منها بخير ذكر، وكم أدعو الله أن أتخلق بعشر طيبها الذي كانت عليه، ولكن ليس ضروريا أن يكون توارث الأسماء يعني توارث الأخلاق، وكما هي السنون تمضي بتطور يشمل كل أجهزة الحياة، فالأسماء منها ما جد ومنها ما اندثر، كم يؤسفك أن تجد مجموعة أسماء سيئة لعناد أبوي قد تسموا بها فينتج عن ذلك عقد متزامنة بأسمائهم مهما تعززت بهم الثقة، صحيح أن السلوك الظاهر قد يطغى على الاسم والسن والمنصب، إلا أن الاسم يبقى الغلاف وردة فعله الأولى محفوظة، وإلا لم تكن تجد شركات ومكاتب متخصصة لاختيار الأسماء التجارية وتصميم شعاراتها. تكاد لغة الأسماء من أعجب لغات المعرفة، حيث تظهر من وفرة الأسماء اختبارات تحليل الشخصية وفقا لأول حرف ولمجموع الأحرف والكثير من الانطباعات التي تتركها لنا الأسماء في حياتنا، قد يحصل لك موقف سيئ مع فلان يجعلك تكره اسمه حتى لو رأيت آخر جيد يحمل نفس الاسم، تلك طبيعة الاسم «الغلاف» كما لو أعجبك غلاف اسم حلوى لذيذة تحبها.