إلى جانب الاعتقاد الراسخ لدى بعض المجتمعات والذي أشرت إليه سابقاً وهو ضرورة التسمية على الجد أو العم أو الخال كشكل من أشكال التكريم أو تخليد الذِكر، واستنكار البعض لقيام الرجل بتسمية ولده الأول على غيرهم كما حدث مع الشاعر فهد العازمي، ثمة اعتقادات كثيرة تتعلق بالتسّمية قديماً وحديثاً أشار إليها الدكتور علي المكاوي في دراسته عن (البيئة والأسماء)، من بينها أن "معظم الأسماء التي أطلقها عرب الجاهلية على أبنائهم تكشف عن بيئة تخلو من الاستقرار والأمن وتعج بالغزو والسلب والإغارة والقتال"، إذ كانوا يختارون لأبنائهم أسماء "توحي للأعداء من خلال لفظها بشدة وبطش من يُسمون بها" اعتقاداً منهم بأن الأسماء تصلح بأن تكون "سلاحاً للحرب النفسية ورهبةً في صدور الأعداء .. وتُكسب أصحابها عندهم قوة وشدة"، وعندما قيل للعُتبي: "ما بال العرب سمّت أبناءها بالأسماء المُستشنعة وسمّت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟ قال: لأنها سمّت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها"!. وقد جرت العادة في مجتمعنا أيضاً على تسمية المولود بأسماء دالة على صفات تفاؤلية كشجاع وفارس وسالم وناصر وغيرها من باب التفاؤل بحمله أو وراثته للصفة التي يتسمى بها، ومن الشواهد الشعرية التي مرّت علي اسم الشاعر مخرّب بن فلاح القحطاني الذي يوحي ظاهر اسمه بدلالة سلبية على الخلاف من حقيقته، وقد كتب قصيدة يرد بها على ممازحة أحدهم عندما قال له بأن اسمه مشبوه ويعني (إرهابي)، فقال: يا هوه ياللي تلقّب الناس يا هوه منت بكفو لأهل الوفا والشكاله ما جاء عبث إسمي ولا هو بمشبوه ولولا امتيازه كان ناخذ بداله ثم يقوم الشاعر بتعليل اسمه وتوضيح أنه سُمي بلقب أو صفة حملها والده وهي صفة الكرم وكثرة الإنفاق: أبوي سمّاني ومن قبل سمّوه أبو مخرّب يوم خرّب حلاله حكام نجد ملقبينه ونادوه لجل الكرم والطيب كلٍ دعا له عودٍ عليه من التسانيد مشروه ما يرجع الا كاسب للجمالة وقد أكد علي المكاوي في دراسته على عدم دقة القول المأثور بقوله: "إن الأسماء لا تُعلل"، وذكر شواهد تاريخية على ذلك من أبرزها تعليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه لاسم (أبو تراب) الذي قال عنه: "إن أحب الأسماء إليّ أبو تراب"، وذكره للمناسبة التي جعلته يعتز بهذا الاسم. أخيراً يقول المبدع مشعان البراق: ياللي تنشّدني عن اسمي ومعناه بأعلّمك ما قلت لك وش تبي بي رصيدي مع العالم: الاسم والجاه ما هوب والله ما أجمعه وسط جيبي أعتزّ به والحمد والشكر لله يا ربي إلك الحمد على نصيبي