كان أمام المبنى القديم للإذاعة في جدة مستشفى الولادة، سمعت وأنا أمر بجواره من نادى: ياعذاب!! فرد عليه: نعم أمرك. اقتربت منه وسألته: هذا اسمك؟ هز رأسه وقال: «نعم .. أبويا سماني كذا». قلت: وأنت لم تجد عملا سوى في مستشفى للولادة؟ ألا تدري معنى «عذاب»؟ لو سمعت كل أنثى جاءها المخاض اسمك، لتراجعت عن الولادة، وفضلت أن تجهض حملها. ابتسم الرجل وقال: «هيا عاد.. تراك زودتها حبتين .. أشوفك كبرت الموضوع وسويت من الحبة قبة». ودارت الأيام، وجاءت إحدى قريباتي للمستشفى، تريد أن تضع حملها، وسمعت ما سمعت، فعادت إلى الوراء، وأقسمت بالله ألا تدخل مستشفى على بابه حارس اسمه «عذاب» حاول أهلها إقناعها ففشلوا، وقررت الاستعانة ب «الداية» والولادة في المنزل. وجاءت السيدة ل «داية» ملتحفة ب «الملاية» (عباءة نسائية بلغة العصر) وأناخت بجوار الأم الحامل. بعد السلام، والصلاة على النبي، طلبت إناء فيه ماء فاتر، وأخرجت من «بقشتها» (حقيبة نسائية بلغة العصر) شاشا وقطنا، وبسم الله الرحمن الرحيم. استأنست بها الحامل. سألتها: «أيش اسمك يا خاله؟» أجابت على الفور: «أم عذاب»!! أغمي على الأم الحامل، وبعد أن استخدموا «كولونيا ليمون»، لإفاقتها أقسمت ألا تتولى ولادتها «أم عذاب» وفي مستشفى آخر تمت الولادة على يد طبيبة سعودية اسمها «أمل». لماذا يتحمل بعض الأبناء أوزار بعض الآباء؟ ولماذا التطير من بعض الأسماء؟ أين ثقافة: حمدوا وعبدوا؟ ألم يكن في المستطاع أن يحل اسم «أمل» محل اسم «عذاب»؟. في أجواء كهذه تبدو المفارقة عجيبة. «عذاب» لا مكان له في مستشفى للولادة، وكذلك «أم عذاب» أما «أمل» فهو يفتح الأبواب على مصاريعها، ليدخل منها السعداء بأسمائهم، لا الأشقياء بها. سموا أبناءكم وبناتكم أسماء محببة للنفوس، يرتاحون لها ويرتاح من يسمعها، ومن ينادى بها. بعد سنوات من سماعي لاسمه افتقدته. سألت عنه قالوا: إلى رحمة الله، قلت: الكل لها ياعذاب. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة