أكد رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان، أن المملكة تحكمها قيم توافقت عليها مكونات المجتمع وشرائحه المختلفة نبعت أساسا من الشريعة الإسلامية، وهي قيم إنسانية أصيلة حفظت للإنسان كرامته وحريته وحقوقه، مضيفا أنها طبقت من خلال سياساتها المختلفة، وفي مقدمتها سياستها التعليمية ومناهجها التربوية تلك القيم، كما وضعت حقوق الإنسان في مقدمة أولوياتها واهتماماتها الوطنية التي جعلت من حقوق الإنسان مثلا سامية وأساسية مكنت الشعب السعودي من التمتع بحياة كريمة لممارسة دوره في بناء مجتمعه. ونوه خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في منتدى «بيجين الرابع لحقوق الإنسان» الذي افتتحت فعالياته في العاصمة الصينية بكين أمس، بالرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أكدت أهمية إرساء مبادئ وقيم حقوق الإنسان من خلال احترام فكر الإنسان وتقاليده الثقافية على تنوعها، وإن تلاقيها وحوارها إثراء لبعضها البعض. وأوضح العيبان أن المملكة أرست منهج الحوار بين الثقافات المختلفة، ودفعت به نحو العالمية لخلق منهج جديد ومتحضر يكرس مفهوم السلام والتسامح الإنساني، ومع تعدد قواعد الحوار ومجالاته إلا أنها تنطلق من مفهوم مشترك بين الشعوب، فهي قيم إنسانية أولا وأخيرا. وشدد على أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تبنت العديد من البرامج التي تهدف إلى ترسيخ قيم حقوق الإنسان وثقافة الحوار، وتوسيع مشاركة أفراد المجتمع بكل فئاته وشرائحه، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني بما يحقق العدل والمساواة ومن ذلك تنفيذ برنامج لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المملكة، وبناء القدرات المؤسسية للقطاعين العام والخاص في هذا المجال، ليرتقي أداؤها المعزز لحماية حقوق الإنسان من خلال تطوير مرافق العدالة والقضاء والأجهزة التنفيذية، وتعريف المواطن بما له من حقوق وما عليه من واجبات، والتحذير من خطورة انتهاكها، وتفعيل ما تضمنه النظام الأساسي للحكم في المملكة والأنظمة المنبثقة منه، والتأكيد على توافق اللوائح والإجراءات والسلوك التنفيذي للمتعاملين مع الجمهور مع مبادئ حقوق الإنسان وقيمها ومفاهيمها، التي أكدت عليها المعاهدات والاتفاقيات الدولية، كما أقرت حكومة المملكة نظام مكافحة الاتجار بالأشخاص الذي يستوفي المعايير الدولية لمنع الاتجار بالبشر، ويعاقب كل من ارتكب جريمة الاتجار بالأشخاص بأقسى العقوبات. وأبرز ما أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وذلك لتعزيز قيم النزاهة والأمانة ومحاربة الفساد، متطرقا إلى الدور المهم للمرأة السعودية ومشاركتها الفاعلة في تنمية ونهضة مجتمعها. وحول تجسيد القيم الأخلاقية النبيلة وتفعيلها، استشهد العيبان بإنشاء كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية، لرصد أسباب ومظاهر انحسار القيم الإيجابية وانتشار المفاهيم السلبية، إلى جانب وضع الخطط والمشاريع والبرامج للتعريف بأهمية القيم الأخلاقية ونشرها بين فئات المجتمع، وتقديم الحلول العلمية والعملية لمعالجة تلك المشكلات والحد منها.