من تابع لقاء النصر والرائد في الجولة الأولى من الدوري لم يستغرب الخسارة المستحقة للنصر في الجولة الثانية أمام الأهلي، فالفريق وعلى الرغم من انتصاره الذي جاء بحظ للمرة الأولى يبتسم للفريق، لم يدم طويلا كما حصل مع صدارته المؤقتة في الموسم الماضي، فالفريق الذي لعب أمام الأهلي هو من هزم نفسه، وهذا ليس تقليلا من انتصار الأهلي، بقدر يقيني أن الأهلي لو كان يملك الإمكانيات الكافية لأنهى اللقاء بتاريخية تعيدنا لزمن الستات والخمسات التي تناوب الفريقان في تحقيقها في مواجهاتهما، ودليل ذلك هو أن النصر الذي لعب آخر عشر دقائق بعد أن عاد لوضعه الطبيعي كان قادرا على أن يعود للمباراة، وهذا ما حصل قبل موسمين وهو ما جعل الأهلاويين يتحفظون طوال الشوط الثاني ويعتمدون على الهجمات المرتدة والكرات الطويلة حتى لا يتكرر ذلك. الخسارة ليست الدليل على سوء العمل الفني الناقص في الفريق لأن هناك ما هو أقوى منها وهو نحس الإصابات الذي يظل المتآمر الكبير على النصر طوال العقد الأخير، إضافة إلى الضبابية في قراءة قدرات الفريق بكل عناصره الفنية، وذلك يأتي طبيعيا بسبب قصر فترة الإعداد والبداية المتأخرة لإشراف المدرب على الفريق. في لقاء الرائد السابق ذكرت أن تغييرات الشوط الثاني للمدرب أظهرت التشكيلة الأساسية للفريق، والتي ربما لم يقتنع بها ابن التانجو حين زج بسعد الحارثي الغائب عن تمثيل الفريق أساسيا منذ فترة طويلة أمام الأهلي، وذلك ليس ثقة بقدرات سعد بقدر ما هي الخشية على مالك من مواجهة جمهور ناديه ونسوا ريان في تلك المعمعة؟!. عموما، يبقى النصر قادرا على أن يقدم نفسه بشكل أفضل من الذي ظهر به خلال الجولتين الماضيتين عندما تتكامل جميع عناصره وتغيب عنه لعنة الإصابات، فظهور الفريق لا يعني منافسته على الدوري، بل الغرض منه أن يعدل أخطاء الإعداد ويحضر نفسه للبطولات الأخرى، لعل وعسى أن يصل المدرب للتشكيلة الأمثل ولا يفعل كما فعل المدرب الأورجوياني داسيلفا الذي قضى دورا كاملا حتى تعرف على قدرات الفريق.