أعلن وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي، أمس، أن الرئيس محمود عباس سيقدم إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بان كي مون طلب عضوية كاملة لدولة مستقلة لهم على الحدود التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، الجمعة المقبل، في غياب «بديل جدي». وأوضح المالكي أن «الرئيس سيقدم الطلب ما لم يتلق عرضا جديا لاستئناف المفاوضات»، وذلك في إشارة إلى الاتصالات الجارية حاليا مع أمريكا والأوروبيين. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في رام الله بالضفة الغربية «أولويتنا الآن هي الذهاب إلى مجلس الأمن وطلب انضمامنا. سنقدم طلبنا لعضوية كاملة في الأممالمتحدة.. لكننا في هذه الأثناء منفتحون لأي اقتراحات وأفكار يمكن أن ترد من جميع الجهات من أجل استئناف المفاوضات على أسس متينة وبمرجعيات واضحة ووفق جدول زمني وضمانات واضحة». وأكد المالكي أن هذا التوجه الفلسطيني يحظى بدعم عربي ومن حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، ومن معظم دول أمريكا اللاتينية، ومن الاتحاد الإفريقي ودول أخرى كثيرة. وحول الموقف الأوروبي من التوجه للأمم المتحدة، قال المالكي إن «مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد أبلغت الرئيس عباس بالقاهرة بأنها تقود بالنيابة عن دول الاتحاد جهدا لوضع مجموعة من التصورات بخصوص كيفية التوجه في المرحلة المقبلة، وتجنب أي احتكاك أو خلق أية أزمة على مستوى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضاف «حتى هذه اللحظة لم نتسلم بعد أي وثائق بالمفهوم الرسمي حتى ندرسها ونرد عليها، وإذا وجدنا ما يكفي من جدية واهتمام سيأخذها الرئيس لمناقشتها على مستوى أعضاء القيادة». ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشعوب العربية إلى تخصيص يوم الجمعة 23 سبتمبر لدعم انضمام دولة فلسطينية للأمم المتحدة، مؤكدا أن التوجه إلى المنظمة الدولية في هذا التاريخ «لا رجعة عنه». وقال عباس في حديث للتليفزيون المصري نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أمس: «نتمنى من العالم العربي أن يخرج للمطالبة بالدولة الفلسطينية بالإضافة إلى مطالبه الداخلية». وشرح عباس في المقابلة الأسباب التي دفعت القيادة الفلسطينية إلى التوجه للأمم المتحدة بعد فشل مفاوضات السلام مع إسرائيل ورفضها وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وذكر في مقدمة هذه الأسباب قول الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه في الأممالمتحدة، العام الماضي، أنه يريد «أن يرى فلسطين دولة في سبتمبر 2011». وكان أوباما دعا في الخطاب المذكور إلى بذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف حينها «إن فعلنا ذلك، سيكون لدينا حين نعود إلى هنا العام المقبل، اتفاق يؤدي إلى استقبال عضو جديد في الأممالمتحدة هو دولة فلسطين مستقلة تعيش بسلام مع إسرائيل». وتعارض دولة الكيان الإسرائيلي وأمريكا وبعض الدول الأوروبية المسعى الذي يعتزم عباس القيام به في الأممالمتحدة لطلب انضمام دولة فلسطين إلى أعضاء المنظمة الدولية وتدعو لاستئناف المفاوضات المباشرة المجمدة منذ سنة. وأعلنت أمريكا رسميا عزمها استخدام حق النقض «الفيتو» في وجه الطلب. ومع اقتراب هذا الاستحقاق، تتواصل المساعي الدبلوماسية بشكل نشط وكثيف. والتقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون في القدس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية خلال 24 ساعة سعيا لإيجاد تسوية يمكن أن «تعيد الأطراف إلى طاولة المفاوضات» قبل أن تعود إلى بروكسل. كما يواصل المبعوثان الأمريكيان الموفد الخاص للشرق الأوسط ديفيد هايل ومستشار أوباما الخاص دينيس روس محادثاتهما بعدما وصلا إلى المنطقة، أمس الأول، لمحاولة ردع الفلسطينيين عن التوجه إلى الأممالمتحدة. وأعلن نتنياهو أنه سيتوجه إلى نيويورك لحضور الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقديم اعتراضات بلاده على طلب الفلسطينيين الحصول على عضوية لدولتهم .