الأحلام لا تحصى ولا تعد في مملكة الإنسانية.. وهذا الوطن الغالي لم يكن إلا حلما في عقل المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حيث نسعى بفضل من العلي القدير وبحكمة القائد، وبقوة المجاهد إلى تحقيق حلم أمته بالتوحيد على شرع الله. وإن كل الإنجازات التي تحققت في بلادنا، وجعلتها في مصاف الدول المتقدمة لم تكن بالأمس سوى أحلام تجسدت في استراتيجيات وخطط علمية لتنمية وتحديث هذه البلاد.. وبعزم قادتها وتكاتف أبنائها من الرجال والنساء أصبحت المملكة اليوم لها هذه المكانة المرموقة والمتحضرة بين الأمم على خريطة العالم. ولهذا فإن حلم المرأة السعودية في إنشاء جامعة نسائية تكون هي الأكبر في العالم لم يكن رقما صعبا، ولا حلما يستحيل تحقيقه بين جملة أحلامها التي تتحقق يوما بعد يوم بفضل من الله تعالى ثم بمساندة أبوية كريمة وحانية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- وأمده بالصحة والعافية. إن جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وهي تستهل العام الدراسي الجديد بعد أن شرفت بخطى المليك الكريمة على أرضها، وتفضله - أيده الله - بافتتاح هذا الصرح العلمي المتميز منذ شهور هي في الحقيقة تستهل عصرا جديدا، وحقبة متميزة للمرأة السعودية، في طريق العلم والمعرفة، ونحو مكانة مستحقة للنساء السعوديات في مسيرة بناء مستقبل وطننا العزيز، ذلك أن جامعة الأميرة نورة في نظر الوالد خادم الحرمين الشريفين لا تقف عند حد كونها مكانا للتعليم أو مصدرا للحصول على شهادة جامعية ولكنها ساحة واسعة بحجم الوطن لطموحات وآمال المرأة السعودية في العلم والمعرفة والتنمية بصورة متفردة وفريدة وتلك هي رؤية الجامعة التي تتبلور في سعيها إلى تحقيق الريادة داخل حدود الدولة وخارجها في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي وخدمة المجتمع وتنمية البيئة وبناء مجتمع المعرفة في إطار من القيم الإسلامية والثقافية والاجتماعية للمجتمع وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة. ومن أجل ذلك حرصت الجامعة في انطلاقتها الجديدة مع بداية العام الدراسي على جاهزية قطاعاتها من كليات وإدارات وقوى بشرية، بما يتناسب مع دورها الطموح في الارتقاء بالعملية التعليمية للقطاع النسائي، وبما يواكب عمليات تطوير التعليم التي تشهدها المملكة، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين والنائب الثاني - -حفظهم الله جميعا- وبإدراك متطور بأهمية التعليم لبلادنا كعنصر أساسي للتقدم والنمو.. وفي هذا الإطار فإن منظومة العمل داخل الجامعة تواصل دأبها الصادق الأمين لتحقيق أدوارها المحددة وأبرزها بناء شخصية الفتاة بناء متكاملا وتسليحها بالعلم وبالمهارات المطلوبة لتقوم بمهمتها في الحياة ولتسهم في مواكبة متطلبات التقدم والبناء للمجتمع. يضاف إلى ذلك تفعيل دور الجامعة في ميدان البحث العلمي الذي يسهم في التقدم ويساهم في بحث ومعالجة كافة القضايا والأمور وخاصة المتعلقة بالمرأة والأسرة على المستوى المحلي والعالمي. وفي هذا الإطار فإن النساء السعوديات، وفي ظل الإدراك الواعي المستنير والإيمان الراسخ للقيادة الحكيمة بأنهن يمثلن «شقائق الرجال» ينتظرهن مستقبل واعد، لتحمل مسؤوليات المواطنة، وحقوق الوطن، وتصدر المشهد العلمي والإداري، بما يكفل قيامهن بدور بارز لرفعة وطننا العزيز. ولعلها فرصة مع بداية العام الدراسي الجديد أن نهنئ بناتنا الطالبات منسوبات جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بعام دراسي جديد تتحقق معه بحول الله الطموحات الوطنية الصادقة، كما نكرر أنا وزميلاتي وزملائي منسوبو ومنسوبات هذه الجامعة الشامخة العهد والوعد لخادم الحرمين الشريفين– حفظه الله – أن نكون عند حسن الظن والتطلعات، وأن نسعى بما منحتمونا من شرف الثقة الملكية الكريمة بالتصدي للدور التربوي والعلمي للقطاع النسائي في بلادنا العزيزة، من خلال هذا الصرح الشامخ لتحقيق كل ما من شأنه رفعة الوطن وعزته من خلال المشاركة الفاعلة للمرأة السعودية القادرة على العطاء المتسلحة بالعلم والمعرفة العصرية. *مدير جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن