تسببت هزيمة منتخب المملكة الكروي الأول أمام ضيفه الأسترالي بثلاثة أهداف مقابل هدف في إشعال فتيل الغضب في الشارع الرياضي السعودي الذي كان يمني النفس بعودة الأخضر إلى سابق مستوياته بعد إعلان اتحاد القدم التعاقد مع فرانك ريكارد في يوليو الماضي، ولكن الأخير تلقى هزيمته الأولى في مباراته الثانية وهو على رأس الجهاز الفني. ومن خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كشف الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عن خيبة أمله وعدم رضاه عن المستوى الذي ظهر به المنتخب السعودي أمام نظيره المنتخب الأسترالي في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديل 2014 في البرازيل، مؤكدا أن الهزيمة كانت منطقية «إلى هذه اللحظة هذا مستواهم ولكن بإذن الله ممكن يتحسن في أقرب وقت». واعترف الأمير أيضا بأن مستوى الفريق في المباراة لم يكن مقبولا «إن المنتخب لم يظهر بالمستوى المقبول بغض النظر عن تحقيق الفوز من عدمه، مؤكدا أن ما يلزم الآن هو إعطاء الفرصة للأجهزة الإدارية والفنية». واعتذر الأمير نواف، للجماهير عن عدم ظهور المنتخب بشكل مقبول يوازي التطلعات التي كانت تحدو عشاق الأخضر بالحصول على نتيجة إيجابية بعد التعادل سلبا مع عمان على أرضها مطلع الأسبوع الجاري «أعتذر للجمهور السعودي الرائع ليس بسبب عدم الفوز فقط، بل لعدم الظهور بمستوى مقبول». وقال الأمير نواف في رد يؤكد فيه أنه يتابع المنتخب بنفس حماسة الجماهير الغاضبة من جراء الهزيمة «صدقوني لو كانت لياقتي كما كانت يمكن لعبت معهم لو أقدر من حماسي مثلكم.. دعابة». وتابع «صحيح أنني غير راض إطلاقا عن النتيجة، ولكن في الوقت نفسه لا بد من اتخاذ الخطوات اللازمة بهدوء واتزان، الفرصة لا تزال سانحة أمامهم وندعو لهم بالتوفيق». وأكد أن الجهاز الفني المشرف على المنتخب سيظهر لوسائل الإعلام في الأيام المقبلة لتوضيح بعض الأمور «ستظهر الأجهزة الفنية إعلاميا في الأيام المقبلة لشرح الواقع والعلاج والحلول للمستقبل». وبعد هذه الخسارة تجمد رصيد المنتخب السعودي عند نقطة يتيمة، بينما رفعت أستراليا رصيدها إلى ست نقاط في الصدارة، تليها تايلاند بثلاث نقاط بعد تغلبها على عمان بثلاثية نظيفة في بانكوك ضمن الجولة الثانية أيضا. ويرى الجمهور الغاضب الذي أشعل شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» بالتعليقات حول المباراة ومستوى الأخضر في الآونة الأخيرة أن تراجع مستوى الكرة السعودية لا يتحمل مسؤوليته فقط المدربون، إذ إن الأزمة الكبرى تعود إلى ندرة المواهب بعد اعتماد الأندية على اللاعبين الأجانب وعدم الاهتمام بالنشء ما أدى لعدم القدرة على تفريخ مواهب صاعدة تكمل إنجازات الأجيال السابقة التي بلغت كأس العالم أربع مرات على التوالي، مؤكدين أنه بمجرد غياب المواهب فشل «الأخضر» في حجز مقعده إلى النهائيات الماضية في جنوب إفريقيا عام 2010 بعد أن سقط أمام نظيره البحريني في الملحق الآسيوي. وأرجع الخبراء والنقاد الخسارة المفاجئة أمام أستراليا إلى الضعف الواضح في حراسة المرمى وخط الهجوم، مؤكدين أنه لم يتمكن أي حارس سعودي من ملء فراغ غياب عميد لاعبي العالم الدولي السابق محمد الدعيع، إذ يشهد مركز حراسة المرمى اهتزازا كبيرا ويتحمل جزءا مهما من مسؤولية الهزائم، هذا فضلا عن العقم الكبير في خط الهجوم الذي افتقد اللاعب السوبر منذ اعتزال المشاهير ماجد عبدالهء وسامي الجابر وفهد الهريفي وسعيد العويران وغيرهم، بالرغم من كون ياسر القحطاني الاستثناء الوحيد في الأعوام الأخيرة قبل أن يتراجع مستواه. وعلت الأصوات مجددا في الوسط الرياضي السعودي بضرورة عودة لاعب وسط اتحاد جدة المخضرم محمد نور، إذ يرى خبراء أنه الوحيد من لاعبي الجيل الحالي القادر على ضبط إيقاع خط وسط المنتخب السعودي الذي ظهر مفككا خلال لقاء أستراليا، حيث لم يتمكن تيسير الجاسم أو أحمد عطيف من القيام بدور نور الذي يجيد ربط وسط الملعب بالهجوم بتمريرات متقنة، فضلا عن قدرته على تسجيل الأهداف .