أسهم تكثيف العمل الرقابي وملاحقة ما يسمى «لصوص الأراضي» في انخفاض نسبة التعديات على الأراضي الحكومية خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة في مدينة جدة. وأكد مصادر مطلعة ل «شمس» أمس، أن العمل المكثف الذي انتهجته لجنة مراقبة التعديات، والشروع في تكثيف عدد العاملين في اللجان، والاستعانة بمراقبين ميدانيين، إضافة إلى العقوبات التي اتخذت بحق المتعدين «المحدثين» أدت إلى انخفاض ملموس في الفترة الأخيرة وصل إلى ما نسبته النصف قياسا بما حجمه 45 مليون متر مربع تعدي كشف عنه بعد أمطار جدة أواخر عام 2008. وعلمت «شمس» أن بيانات عدد من الأشخاص تدرس لدى الجهات الأمنية لمواجهتهم بالتحقيق في اعتدائهم على ملكيات الغير والتي تعود للدولة من خلال بيع أراض غير مملوكة لهم إلى الغير بأوراق غير رسمية، أو التعدي والتجهيز لتملك الأرض وبيعها بطرق ملتوية عن طريق سماسرة إلى أشخاص لا يعلمون بالتعدي، ومن ثم كشف الأمر من الجهات المختصة عند تنفيذ مشروع أو عن طريق تطبيق صكوك أو دراسات هندسية للموقع. والمحت المصادر إلى وجود خطط مستقبلية لإنشاء مراكز إضافية للتعديات في مدينة جدة وفي أنحاء متفرقة، وتتم مباشرة التعديات بطرق سريعة مما من شأنه رصد المتعدين والحيلولة دون إقامتهم لأسوار وأحواش اشتهروا بها. وأكدت مصادر في أمانة جدة أن تطبيق عدد من الصكوك ومباشرة عدد من الجهات القيام بأعمال مشاريع طرق وإنشاءات ومشاريع صناعية ومبان حكومية أسفر عن رصد تعديات على تلك المواقع تورط فيها من أسموهم «هاربون من المواجهة»، حيث إنه وبعد مباشرة الموقع وإخضاعه لتطبيق صكوك حكومية تخص تملك المنشأة له، ومن ثم يتم استدعاء لجنة التعديات كي تقوم بأمر الإزالة الذي لا يخلو في بعض الأحيان من مواجهة من تأخذهم العزة بالإثم. وكشف مختص ل «شمس»، أن معظم المتعدين يتحججون بعذر إحياء الأرض، مؤكدا أن لا وجود لعذر في أرض مملوكة للدولة. وأوضح أن هنالك مشاريع تأخر إنشاؤها بسبب التعديات، مبينا أن التعديات انخفضت في شهر رمضان وتحديدا في مدينة جدة وضواحيها. وأكد مصدر ل «شمس» أن من أشهر المواقع التي تم التعدي عليها أخيرا، مباني جامعية في منطقة عسفان «شمال جدة»، ومواقع لهيئة المدن الصناعية، وأخرى تخص وزارة الطرق، كانت مهيأة لتنفيذ مشروع حكومي، إضافة إلى التعدي على مخططات حكومية في شمال جدة. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل وجه، لجنة التعديات بالإمارة بالبدء في إزالة الأحواش والمباني التي أقيمت حديثا على امتداد طريق المدينة شرقا وغربا دون مراعاة لمجاري السيول والكباري والعبارات. وقال خلال رعايته حفل وضع حجر الأساس لمشروع الضاحية السكنية بخليج سلمان في جدة أخيرا، بحضور وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب، إنه لاحظ خلال مشاهدته لطريق المدينة كثيرا من الأسوار والأحواش التي أقيمت في شرق وغرب طريق المدينة دون اهتمام أو ملاحظة واعتبار لمجاري السيول وللكباري وللعبارات في الطريق، وهو الأمر الذي في حال تركه سيكرر المأساة التي حدثت في شرق طريق الحرمين. كما كشفت لجنة التعديات ومراقبة الأراضي بمحافظة جدة أخيرا، عن إحباط أكبر عملية استيلاء على أراض حكومية في جدة، وإحداث ما يزيد على ثلاثة آلاف قطعة داخلها. وعلمت «شمس» من مصادر مطلعة في أمانة جدة، أن التعديات طالت مشروع المطار الجديد بالقرب من طريق المدينة النازل، ومخطط لإحدى الجهات الحكومية. واستعانت لجنة التعديات بحماية أمنية للحيلولة دون الدخول في إشكالات مع المحدثين أو من يمثلهم في تلك المناطق، وأعلنت التعدي على 2237 قطعة أرض داخل المخطط الحكومي، و900 تقع في أجزاء متفرقة من المخطط المخصص لتوسعة المطار. وأكد رئيس لجنة إزالة التعديات ومراقبة الأراضي بمحافظة جدة المهندس سمير باصبرين، سعيهم الجاد لإحباط محاولات من سماهم «لصوص الأراضي»، من خلال الجولات التفتيشية التي تقوم بها اللجنة، موضحا أن العمل سيستمر في المواقع المعتدى عليها، وأن التعديات تشمل عقوما ترابية وأحواشا و«شبوك حديدية»، في خطوات أولى يقوم بها المعتدون للاستيلاء على المخططات .