في الوقت الذي يقضي فيه الناس أيام وليالي العيد في بهجة وسرور وفرح، كان هناك من يطوف على ذوي الأرحام ويتبادل الزيارات ويعيش فرحة العيد بين أقربائه وعائلته، وهناك من يفضل أن يستمتع بفرحة وبهجة العيد في المجمعات والمراكز التي تعرض فعاليات بمناسبة العيد، إلا أن هناك فئة تكاد تكون منسية ولا سيما في أجواء الوحدة والغربة رغم التماسهم نوعا من الحنية من قبل جيرانهم حين يبعثون إليهم الحلويات والقهوة، ليس هذا وحسب بل إنهم يدعونهم إلى تناول القهوة أو مشاركتهم فرحة العيد. العيد بالنسبة إلى كثير من العزاب، وخاصة المغتربين والمقيمين يمر في أغلب الأحيان مرور الكرام دون اهتمام، بحسب تعبير عبدالله سالم «موظف قطاع خاص» الذي اعتبر طعم فرحة العيد لم تتغير عن قبل، مشيرا إلى أنه لا يفكر في الذهاب إلى مدينته كونه يعتبرها لا تظهر مظاهر العيد من برامج وأنشطة عيدية، ويضيف «أفضل الدوام والبقاء في المدينة التي أعمل فيها فهي على الأقل أفضل بكثير من مدينتي، وبصراحة نحن العزاب أيضا نفتقد في جدة الاهتمام ومحرومون فعلى سبيل المثال المولات والمراكز التي تشتمل على العروض والفعاليات تكون مخصصة في ليلة العيد للعائلات». في حين اعتبر عبدالعزيز المطيري أنه بوصفه عازبا يفتقد بالتأكيد لعائلته، مشيرا إلى أن أغلب زملائه يستمتعون بفرحة العيد بالتوجه إلى عائلاتهم «أنا وغيري يحتم علينا واجب العمل أن نعيد في عملنا» ولكنه يكشف عن حاله يعتبرها مميزة وتدل على الألفة والمودة «في رمضان أنا وصديقي رغم أننا نسكن في شقة وعزاب، ولكن كان يتواصل معنا جيراننا وعائلاتهم بإرسال الإفطار وفي العيد كذلك يرسلون إلينا الحلويات والقهوة». ويؤكد صديقه ماجد المطيري ذلك «تلك هي التي تعجبني وتكاد تنسيني أنني مغترب أو دون أهل، فالشعور الجميل من الجيران وتواصلهم معنا يدخل إلينا الفرحة» ويضيف «للأسف أغلب العزاب برنامجهم يبدأ من صلاة الظهر وخاصة المغتربين وأنا أعرف العديد من الشباب تفوت عليهم صلاة العيد ويعتبرون أن العيد تبدأ بهجته في المساء حين يدخلون المجمعات التجارية وتتعالى الأصوات الفرائحية». ويقول علي اليمني إنه فعلا لا يشعر بطعم الفرحة للعيد ولا سيما أنه مغترب «لكنني ولله الحمد لدي العديد من الأصدقاء والزملاء سواء من أبناء بلدي أو من إخوتي السعوديين أو آخرين أتواصل معهم ونتبادل الزيارات والخروج للاستمتاع بأجواء العيد».