استنكر الشاعر علي الحازمي عدم تبني المؤسسة الثقافية الرسمية في البلاد، وهو يشير إلى وزارة الثقافة، إقامة تظاهرات ثقافية أو مهرجانات شعرية تثري المشهد الثقافي، أو طبع أعمال أدبية «تبرز الوجه المضيء من الأدب المحلي»، وقال الحازمي: «لا أدري ما الذي يمنع الوزارة من أداء واجبها في هذا الاتجاه». وأوضح الحازمي أنه يجب التأكيد بأن هناك حراكا أدبيا يستحق التقدير يدار في أغلب الدول العربية، في المقابل ليس سرا عندما نقول إن المؤسسة الثقافية لدينا عاجزة عن مجاراة ما يحدث في البلدان العربية، لذلك لا توجد لدينا مشاريع ثقافية كبرى على مدار العام. وعندما واجهناه بوجود أندية أدبية منوط بها هذا الدور في المدن الكبرى، ذكر الحازمي أن الأندية الأدبية هي الأخرى، «لم تجد المثال الذي يحتذى به، والمعضلة الكبرى أن الوزارة تعد نفسها جهة إشرافية على الأندية الأدبية ولا تلزم نفسها بعمل أي شيء، كما أن الأندية في الوقت ذاته تنتظر من الوزارة المبادرة في قيادة الشأن الثقافي، بالصورة التي تتواكب مع طموحات جميع المهتمين، والحق يقال إن هناك محاولات من قبل الوزارة، لكنها محاولات خجولة لا تستحق الذكر، متى ما قورنت بذلك القدر من التعطش لدى المبدعين». يرى الحازمي أن الساحة الثقافية، والشعرية تحديدا، تضم «مواهب حقيقية»، لكنها تواجه عقبات كثيرة في طريقها لإيصال صوتها الخاص، «عقبات تتعلق بمسألة إصدار الكتاب، وعدم تلقيها دعوات للمشاركة في الأنشطة المنبرية، إضافة إلى التجاهل والتهميش الذي يمارس عليها من قبل النقاد، كل هذه الأمور تؤخر بالضرورة مسألة بروز تلك المواهب، التي تستحق أن نقدم لها الكثير من الدعم والمساندة». ومن رأي الحازمي، أن المشاحنات التي تحدث أحيانا في الساحة الثقافية، تأكيد على وجود حالة من الركود والفراغ الثقافي الذي تعيشه مؤسساتنا الثقافية، و«لو أنها انصرفت إلى القيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه ثقافة هذا البلد، لكنا في منأى عن مثل هذه التصرفات العقيمة».