أدت إطاحة المعارضة الليبية بالعقيد معمر القذافي بدعم من قوات حلف شمال الأطلسي، إلى تركيز الاهتمام الدولي على الاحتجاجات المستمرة منذ خمسة أشهر في سورية والتي تمثل أكبر تهديد لحكم الرئيس بشار الأسد منذ توليه منصبه. وتخشى شخصيات معارضة ونشطاء من أن يشجع الاستخدام الناجح للقوة السوريين على أن يحذوا حذو الليبيين. واتسمت الاحتجاجات في سورية بالسلمية بصورة كبيرة، لكن هناك أنباء متواترة عن هجمات تستهدف قوات الأمن. ورغم الإدانة الدولية المتزايدة والعقوبات الغربية وتكثيف الضغوط، إلا أن حكم الأسد لا يظهر أي مؤشر يذكر على انهيار وشيك. كذلك لا يوجد أي مؤشر على أن الاحتجاجات التي تجتاح البلاد توشك أن تتوقف. ولكن بعض المحتجين تراجعوا فيما يبدو منذ أن أرسل الأسد قوات إلى عدة مدن رئيسية. وإذا لم يتمكن الأسد من القضاء على الاحتجاجات بشكل كامل، فربما يتمكن من احتواء آثارها ويبقى في السلطة، وبذلك تتجمد الأزمة. ويمكن أن يجري الأسد تعديلا وزاريا ليشرك بعض شخصيات المعارضة في خطوة رمزية لن توقف المظاهرات في الشوارع، لكنها ربما تقنع البعض بأنه جاد إزاء الإصلاحات بما في ذلك وعد بإجراء انتخابات تعددية، فبراير المقبل. ويكون بذلك قد أبرم صفقة مع المعارضة. وحتى الآن لم يقترح أي بلد القيام بتدخل دولي في سورية على غرار ما قامت به قوات حلف شمال الأطلسي لمساعدة المعارضة على الإطاحة بالقذافي، الأمر الذي شجع بعض شخصيات المعارضة السورية والمحتجين على تأييد التدخل الدولي بما في ذلك فكرة إقامة منطقة عازلة تركية شمالا. لكن أي تدخل عسكري من الممكن أن يزعزع استقرار منطقة يتمتع فيها الأسد بدعم قوي من إيران وجماعات مثل حزب الله اللبناني. كما أن التدخل الدولي يمكن أن يجعل بعض السوريين يختارون الأسد خيارا أفضل من التدخل الأجنبي المحتمل. ويحذر محللون وبعض نشطاء المعارضة من أن استمرار القتل ربما يشجع الناس على حمل السلاح بأعداد كبيرة مما يدفع البلاد نحو الحرب الأهلية. ووقعت بعض جرائم القتل الطائفية في بعض المدن مثل حمص لكن نشطاء يقولون إن مثل هذه الحوادث حتى الآن تمثل جزءا بسيطا من الاحتجاجات. ورغم ورود أنباء عن حدوث انشقاقات محدودة وإقالة الأسد لوزير الدفاع في أوج موجة القمع العسكري في أغسطس، فإن الجيش يقف حتى الآن إلى جانب الرئيس بخلاف ما حدث في تونس ومصر. لكن بعض النشطاء لا يرون احتمالا يذكر في الإطاحة بالأسد عن طريق مظاهرات الشوارع ويرون أن الانقلاب العسكري هو أفضل الطرق للإطاحة به.