تصطف جموع المصلين والمعتمرين اليوم في الرحاب المقدسة بمكةالمكرمة، داعين ومبتهلين الله، عز وجل، أن ينعم عليهم بفضله، والعتق من نيرانه، وهم يتحرون ليلة القدر التي وصفها المولى، عز وجل، في محكم كتابه بأنها «خير من ألف شهر». وفيما تتوقع الجهات المختصة أن يزيد عدد المتحرين اليوم على مليوني ونصف مليون مصل، خاصة أنها تتزامن مع آخر جمعة في شهر رمضان المبارك، الذي يزداد فيه الزحام في نفس التوقيت من كل عام، بدأت تلك الجهات استعداداتها لتجنيد الآلاف لتقديم أفضل الخدمات للزوار والمعتمرين، ليؤدوا مناسكهم في سهولة ويسر. وبات الاستنفار عنوان المكان في المنطقة المركزية بوجه خاص، وفي مكةالمكرمة بشكل عام، حيث كثفت جميع الجهات طاقاتها وإمكانياتها لتنفيذ خطة ليلة السابع والعشرين بالمسجد الحرام، بهدف تكثيف التواجد في المنطقة المركزية والحرم المكي الشريف وساحاته وتسهيل وصول المعتمرين والمصلين إلى المسجد الحرام في طمأنينة وروحانية وتذليل كافة المعوقات أمامهم. وعلى الصعيد المروري، ينتشر اليوم نحو أربعة آلاف رجل مرور ما بين ضابط وأفراد، لتنفيذ خطة الحركة المرورية، حسب تأكيدات المدير العام للمرور اللواء سليمان العجلان، مشيرا إلى أنه في ليلة السابع والعشرين سيتم إغلاق المنطقة المركزية، كما سيتم توجيه المعتمرين والمصلين إلى المواقف المخصصة للسيارات، ومن ثم استقلال حافلات النقل الجماعي إلى المسجد الحرام، والعودة بهم إلى المواقف، حيث سيكون هناك ألف حافلة تشارك في نقل المعتمرين والمصلين، مبينا أن رجال المرور جاهزون لتنفيذ الخطط المرورية، ولديهم الخبرة الكافية لتأدية هذه الرسالة وفق توجيهات ولاة الأمر بتقديم أفضل الخدمات الأمنية والمرورية لهؤلاء المعتمرين والمصلين والقاصدين للحرم المكي الشريف. وعلى ذات الوتيرة، تطبق الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، خطتها بتجنيد أربعة آلاف موظف لتنفيذها. وأوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن الخطة تهدف إلى مساعدة زوار المسجد الحرام والمصلين في تأدية نسكهم وصلواتهم بسكينة وهدوء، وتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لرواد الحرمين الشريفين. وأبان الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل حسن مليباري أن خطة الأمانة لليلة السابع والعشرين تركز على الاهتمام بأعمال النظافة والإصحاح البيئي ومراقبة الأسواق، ونقل النفايات أولا بأول في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف، مشيرا إلى وجود أكثر من ثمانية آلاف عامل مجهزين بنحو 400 آلية ومعدة من معدات النظافة المختلفة، مضيفا أنه تم تشغيل ست محطات انتقالية لتجميع النفايات في نطاق البلديات الفرعية، إضافة إلى تخصيص عدد من الفرق الخاصة لمكافحة الحشرات والمجهزة بأكثر من 300 جهاز من أجهزة الرش والمكافحة والسيارات وغيرها، وتم تجهيز وتهيئة 170 صندوقا ضاغطا للنفايات، منها 120 صندوقا في المنطقة المركزية، وذلك للتخلص السريع والآمن من النفايات، وخاصة في المناطق المزدحمة التي تصعب فيها حركة السيارات بسبب كثرة أعداد المصلين والمعتمرين، مشيرا إلى أن الأمانة شكلت العديد من الفرق الميدانية للمرور على جميع المحال في المنطقة المركزية ومتابعتها، والتأكد من استيفائها لكافة الاشتراطات الصحية ونظامية العاملين بها بهدف المحافظة على الإصحاح البيئي وتقديم أفضل الخدمات للزوار والمعتمرين. وبين أنه جرى صيانة جميع الشبكات الكهربائية والمصابيح وأجهزة الإنذار والحريق، وتفقد عناصر الشبكة في كافة أنفاق السيارات وعددها 60 نفقا مع التأكد من أنظمة الإضاءة والتهوية والإطفاء ووسائل السلامة بها، كما تمت تهيئة مواقف حجز السيارات في كل من كدى والرصيفة والعمرة والعزيزية، كما هيأت الأمانة خدمات مواقف حجز السيارات الموجودة على مداخل مكةالمكرمة، التي يتم استخدامها في الموسم للحيلولة دون تكدس السيارات داخل شوارع وأحياء مكةالمكرمة، وهذه المواقف هي: موقف طريق مكةالمدينة السريع، وموقف طريق مكةجدة السريع، وموقف طريق مكةالطائف السيل، وموقف طريق مكة الليث. وقال المشرف على استديو الحرم المكي الشريف زهير غنيم إنه تم توفير 24 كاميرا تليفزيونية بالمسجد الحرام موزعة على الأروقة والأدوار والأسطح والساحات، حيث تعمل جميع هذه الكاميرات بنظام «hp» الذي يتيح دقة متناهية أثناء النقل من حيث وضوح الصورة والصوت لنقل المشاهد الإيمانية من رحاب الحرم المكي الشريف، كما يعمل على هذه الكاميرات 30 مصورا، مشيرا إلى أنه ستنقل أكثر من 40 قناة تليفزيونية ليلة السابع والعشرين من المسجد الحرام مباشرة. وأوضح المدير العام لجمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكةالمكرمة مبارك بن عواض القرشي أنه سيتم اليوم توزيع قرابة 25 ألف وجبة داخل المسجد الحرام وفي الساحات وكذلك توزيع أكثر من 20 ألف كأس من القهوة.