- منذ صدور الأمر الملكي بتخصيص نقل الدوري السعودي للقناة السعودية الرياضية لمدة ثلاث سنوات وأنا أتابع خطوات العمل والنقلة التطويرية التي ستقدمها القناة لنفسها أولا ومن ثم للدوري السعودي، فهذا الدعم الحكومي الذي تحصلت عليه القناة كان العائق الوحيد في تبريراتها المتكررة لعدم قدرتها على المنافسة فضائيا بين قنوات سبقتها بمراحل تطويرية، لعل أبرزها قناة الجزيرة التي تعمل بدعم حكومي مطلق وخطة تسويقية تحترم المتابع، فهي الآن بدأت العمل فجأة من دون إعداد ولا تحضير مسبقا، وتسابق الزمن حتى تظهر بصورة تليق بدوري يتنافس على نقله العديد من القنوات الرياضية المتخصصة. - هذا العمل الذي تحاول فيه القناة إثبات نفسها بعد سنوات من تأخرها قادها حاليا لأن تستولي على كعكة الدوري السعودي وحدها، كما أرى وفق الأحداث الحالية دون رغبة حقيقية في مشاركة الآخرين النجاح، والحقيقة هي ليست رغبة في التفرد و«إجبار» الجميع على مشاهدتها وهي تنقل المباريات من دون تشفير، بقدر ما هي خشية من الفشل تقنيا واستثماريا وتسويقيا، ففكرتها تقوم على سحب الامتيازات من كافة المنافسين، من محللين ومعلقين ومشاهدين وإعلانات لأنه الحل الوحيد أمامها، فوجود ناقلين آخرين يعني أنها ستستفيد بما هو أقل مما تريد. - من حق القناة وهي حديثة عهد وتخشى السقوط منذ الإطلالة الأولى أن تفكر لمصلحتها ولكن بما لا يضر بانتشار الدوري، فهذا الفكر يشير إلى غياب خطة تسويقية جعلت القناة لا ترغب في المنافسة وتتوهم الفشل، فبدل أن تتفاوض لكسب مميزات من قنوات لها قيمتها السوقية، كقناة الجزيرة وأبو ظبي وتأخذ منهم ملخصات للدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي بخلاف قائمة البطولات التي تحتكرها الجزيرة، أبت إلا أن تتقوقع حول نفسها وتكتفي بالدوري وترضى بالقليل القريب وترفض الكثير البعيد. - أخشى عندما يبدأ الموسم ولا تستطيع القناة أن ترضي المتابع الذي يطمح بنقل تقني عالي الجودة وبرامج إخبارية وحوارية منوعة تواكب ما كانوا يرونه في القنوات الأخرى أن تنهكها الضغوط وتقضي على بدايتها مبكرا، فسواء ما تفعله خوف أو أنانية، فمصيرها الفشل.