أكد القائد العسكري للثوار الليبيين في طرابلس، أمس، أن رجاله «حسموا المعركة» في العاصمة بعد سيطرتهم على مقر العقيد معمر القذافي. وقال عبدالحكيم بلحاج عبر قناة «الجزيرة الفضائية» من باب العزيزية بعيد سقوط المجمع في أيدي الثوار إن «المعركة العسكرية حسمت، استطعنا أن نهدم الأسوار وفروا أمامنا فرار الجرذان»، في إشارة إلى الكتائب الموالية للقذافي. وتابع أن «الثوار حطموا جدران المجمع الأسمنتية ودخلوه. لقد سيطروا تماما على باب العزيزية وانتهى الأمر». ولا يزال مصير الزعيم الليبي والمقربين منه مجهولا. وكان نجله سيف الإسلام أعلن، أمس، أن والده لا يزال في طرابلس. واحتفل الثوار بتحقيق النصر بعد السيطرة على مقر القذافي، بعد أيام من القتال في العاصمة طرابلس. وأخذ الثوار ينشدون ويهتفون ويطلقون نفير سياراتهم، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مجمع باب العزيزية. وقالت متحدثة باسم الثوار: «هناك احتفالات كبيرة تجرى في مختلف أنحاء العاصمة». وذكر أحد الثوار أنهم الآن يسيطرون على معظم أنحاء المجمع الحصين. وأفادت تقارير بأن علم الثوار شوهد يرفرف أعلى منزل القذافي. وبثت لقطات تليفزيونية للثوار وهم يقفون خارج المنزل في المكان الذي كان يلقي فيه القذافي خطبه. وذكرت تقارير أن المقاتلين يجمعون الأسلحة التي خلفتها كتائب القذافي. وكانت تقارير إخبارية ذكرت أن معارك عنيفة دارت بين الثوار وموالين للقذافي أمام المجمع الذي يوجد به مقر إقامته في باب العزيزية، كما أن هناك اشتباكات بين الجانبين في أحياء متفرقة من العاصمة. وقصفت طائرات حلف شمال الأطلسي المجمع بصاروخين، أمس. وقال شهود عيان في طرابلس إن هناك حالة من الارتباك والفوضى في الشوارع، ولا يوجد أثر لمدنيين بها. والتزم سكان العاصمة منازلهم خشية وقوعهم في مرمى أطراف تبادل إطلاق النار. واحتدمت الاشتباكات في ظل الظهور المفاجئ لنجل الزعيم القذافي، سيف الإسلام، الذي أفادت تقارير سابقة باعتقاله، الأمر الذي أعطى دعما للقوات الحكومية الموالية للقذافي. وشوهد سيف الإسلام الذي ظهر في العاصمة في وقت مبكر، أمس، داخل المجمع محاطا بأنصار النظام في صور بثتها وسائل إعلام عالمية. وفي بنغازي عاصمة الثوار الليبيين شرقا، أطلقت العيارات النارية وارتفعت أصوات أبواق السيارات في كل أنحاء المدينة، عصر أمس، ابتهاجا بالسيطرة على مقر إقامة القذافي بعد ساعات من المعارك العنيفة. وأشارت مصادر إلى وجود نحو ألفي مقاتل في العاصمة الليبية. وقال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي إن القذافي موجود في طرابلس أو بالقرب منها. وأضاف «سيتم العثور عليه إن عاجلا أم آجلا سواء كان حيا ومقبوضا عليه وهذه أفضل نتيجة نريدها، أو إذا قاوم فسيكون ميتا». وأكد أنهم لم يجدوا أثرا للزعيم الليبي أو لأبنائه في باب العزيزية. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن عملية الحلف في ليبيا ستتواصل إلى أن يتحقق الأمن الكامل في البلاد. وقال إنه يتعين الإفراج عن الأصول الليبية المجمدة نظرا إلى أن «الشعب يحتاج إلى التمويل بسرعة». وكان داود أوغلو يتحدث إلى جانب رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل الذي وعد بإجراء محاكمات نزيهة لكل الموالين للقذافي. وقال عبدالجليل الذي عمل وزيرا للعدل حتى انشقاقه، فبراير الماضي، إن سيادة القانون ستنطبق عليه أيضا. «سأقدم نفسي للمحاكمة على الأعوام الأربعة التي عملت فيها وزيرا للعدل في نظام القذافي». وأعلن نائب السفير الليبي لدى الأممالمتحدة إبراهيم الدباشي في نيويورك أن المعارضين الليبيين سيبحثون لائحة الاتهامات ضد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ومدير مخابراته مع المحكمة الجنائية الدولية لكنهم يريدون محاكمتهم في ليبيا