دارت صباح امس معارك عنيفة حول مقر اقامة الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس التي سيطر الثوار مساء الاحد على عدد من احيائها، بحسب مراسل وكالة «فرانس برس. وأعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني في وقت لاحق امس ان نظام العقيد القذافي لم يعد يسيطر على اكثر من 10 بالمئة الى 15 بالمئة من طرابلس. وفيما تضاربت الأنباء حول مكان تواجد الزعيم الليبي معمر القذافي وإلقاء القبض عليه، نقلت قناة «العربية» التلفزيونية أمس عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض مصطفى عبدالجليل قوله إن أحدا لا يعرف مكان تواجد الزعيم الليبي معمر القذافي. من جهتها، قالت مالطا إنه إذا حاول القذافي أو أي مسؤولين كبار بالحكومة الليبية الفرار إليها فإنها ستسلمهم على الفور إلى المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي. وتحدثت عدة تقارير إعلامية دولية عن مالطا باعتبارها وجهة محتملة للقذافي. أما وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية ميتي نكوانا ماشاباني فقد قالت إن جنوب إفريقيا لا تسهل خروج الزعيم الليبي من ليبيا وتعلم أن الزعيم الليبي لن يسعى لطلب اللجوء إليها. ونفت أيضا في إفادة صحفية في جوهانسبرج ارسال جنوب إفريقيا طائرة إلى ليبيا من أجل خروج القذافي وقالت إن مكان القذافي حاليا غير معروف. وفي شأن تصريح المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله ان المحكمة تبحث مع الثوار الليبيين نقل سيف الاسلام نجل القذافي الملاحق بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية والذي اعتقله الثوار في طرابلس، قال عبدالجليل إنه «ليست هناك مفاوضات». وكان الثوار اعلنوا الاحد عن اعتقال سيف الاسلام القذافي في طرابلس وهو ما اكده لاحقا مدعي المحكمة الجنائية لويس مورينو-اوكامبو استنادا الى «معلومات سرية». واعلن مدعي المحكمة انذاك «نأمل في أن يكون قريبا في لاهاي» ليحاكم، مشيرا إلى أنه «يعتزم الاتصال بالحكومة الانتقالية» الليبية لبحث السبل العملية لنقله إلى لاهاي. إلى ذلك، قال محمود الناكوع القائم بالأعمال في السفارة الليبية في لندن أنه لن يحدث فراغ في السلطة في ليبيا، مؤكدا ان المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين سينتقل من بنغازي الى طرابلس «قريبا». وقال الناكوع إن الثوار يسيطرون حاليا على 95 بالمئة من طرابلس بعد هجومهم على العاصمة الأحد. وصرح للصحافيين من امام باب السفارة «لا تزال توجد بعض الجيوب التي تدعم القذافي. وربما يدور قتال في بعض المناطق، ولكن بشكل عام فإن مقاتلينا يسيطرون على 95 بالمئة من المدينة والبلاد». وأعرب عن اعتقاده بأن الزعيم الليبي معمر القذافي لا يزال في طرابلس، إلا أنه قال إن الثوار «سيبحثون عنه في كل مكان». ووصف الناكوع يوم سقوط طرابلس بأنه «يوم عظيم»، إلا أنه توقع مواجهة «صعوبات»، مشيرا إلى احتمال وقوع أخطاء في الفترة الانتقالية التي تلي عهد القذافي. إلا أنه قال إنه سيتم تعيين حكومة انتقالية جديدة قريبا لحكم ليبيا من العاصمة لتجنب حدوث فراغ في السلطة. واكد «لن يحدث فراغ في السلطة»، وقال إن «المجلس الوطني الانتقالي سينتقل قريبا من بنغازي إلى طرابلس وسيعين حكومة انتقالية جديدة ستحكم البلاد وتخدم الشعب في كل المدن». وأضاف أنه «خلال الأيام القليلة المقبلة، قد نواجه بعض الصعوبات لأن كل ثورة تواجه بعض الصعوبات». وتابع «ستحدث بعض الأخطاء، ولكننا نعتقد أن أعضاء المجلس الوطني الانتقالي قادرون على حل جميع المشاكل». على الصعيد الميداني، قال مراسل وكالة «فرانس برس» إن معارك تدور جنوب العاصمة الليبية. وأضاف أن أصوات مواجهات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة تسمع في جنوب العاصمة منذ الساعة السادسة صباحا. إلا أنه لم يتمكن من تحديد مصدر إطلاق النار بدقة. وأوضح الصحافي نفسه أن ساعات هدوء سجلت في الليل. وحوالى الساعة 6,30 سمع إطلاق نار من رشاشات قرب فندق ريكسوس حيث يقيم مراسلو وسائل الإعلام الدولية. واوضح مراسل وكالة فرانس برس أن مسلحين موالين للقذافي ينتشرون حول الفندق. وقال شهود من جهة أخرى إن مواجهات وقعت بين الثوار والموالين للقذافي في عدة أحياء بوسط المدينة لا سيما من جهة المرفأ وأن قناصة موالين للنظام ينتشرون على أسطح المباني.