أكدت تقارير إخبارية أن معارك عنيفة تدور بين الثوار وموالين للعقيد معمر القذافي أمام مقره في باب العزيزية في طرابلس ، إضافة إلى اشتباكات بين الجانبين في أحياء متفرقة من العاصمة. وكانت قناة الجزيرة قد ذكرت أن الثوار حشدوا مزيدا من المقاتلين والآليات في طرابلس استعدادا لمعركة قادمة متوقعة حول مقر إقامة القذافي في باب العزيزية. ويتحصن مقاتلون موالون للقذافي في مجمع باب العزيزية الذي يقع في القسم الجنوبي من طرابلس ويمتد على ستة هكتارات ، ويتوقع الثوار أن لدى هؤلاء أسلحة وذخيرة كثيرة. ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان القذافي موجودا في المجمع إلا أنه من المرجح بقوة أن بعض أبنائه ربما يقيمون هناك. إلى ذلك ، أكد مصدر من ثوار ليبيا أن سيف الإسلام نجل القذافي الذي ظهر أمس في طرابلس كان قد اعتقل بالفعل إلا أنه تمكن من الفرار. وكان ظهور سيف الإسلام الليلة قبل الماضية أمام فندق في طرابلس قد أثار موجة من الشكوك في كل ما يعلنه الثوار. إلا أن مصدرا من الثوار أكد لقناة العربية أن ظهوره لن يؤثر على عزيمة الثوار ، وقال إن سيف الإسلام كان معتقلا وفر وأن الجولة التي قام بها سيف الإسلام كانت داخل باب العزيزية. وكانت مصادر من الثوار أكدت هروب محمد الابن الأكبر للقذافي بعد يوم واحد من احتجاز الثوار له رهن الإقامة الجبرية. وكانت اشتباكات اندلعت بين الثوار الليبيين وقوات موالية للقذافي في وقت مبكر من امس على بعد نحو 80 كيلومترا غرب طرابلس. وقال الثوار إن الاشتباكات تركزت حول مدينة العجيلات ، التي شهدت مؤخرا مظاهرة مؤيدة للقذافي. من جانبه اكد الرئيس الكرواتي السابق شتيبي ميسيتش القريب من معمر القذافي امس ان الزعيم الليبي قال له الاسبوع الماضي في "رسالة شفوية شخصية" انه مستعد للانسحاب "كليا" من الحياة السياسية في حال توقفت ضربات حلف شمال الاطلسي. وصرح ميسيتش في بيان اوردته وكالة الانباء الرسمية "استطيع التأكيد ان العقيد القذافي مستعد للانسحاب كليا من الحياة السياسية والعامة مع تعهد حازم بانه لن يكون هناك اي عقبات امام اقامة تعددية حزبية واصلاحات، لكن بشرط مسبق ان تتوقف ضربات حلف شمال الاطلسي". واوضح مسيتش ان "الرسالة الشفوية الشخصية" لمعمر القذافي تعود الى "الاسبوع الماضي" وانه ابلغ بشأنها الاثنين السفراء الاميركي والصيني والروسي في كرواتيا. وتابع ان "سلطات طرابلس حاولت ايصال هذه الرسالة عبر كل القنوات الممكنة الى الدول التي لعبت دورا حاسما في تنظيم وتنفيذ العمليات في ليبيا". وكان ميسيتش رئيسا لكرواتيا من 2000 الى 2010. وقد قام بزيارة رسمية الى ليبيا في 2003 بهدف التفاوض مع القذافي بشأن مشاركة شركات كرواتية في مشاريع للبنى التحتية. وتربط علاقة صداقة بين الرجلين. وتولى ميسيتش في السبعينيات ادارة شركة يوغوسلافية كلفت بناء شقق في ليبيا. وقد انتقد الرئيس اليوغوسلافي السابق ضربات الحلف لليبيا. على ذلت الصعيد كشفت صحيفة (الصن) امس، عن أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية تساعد في البحث عن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بعد تفكك نظامه. وقالت الصحيفة إن خبراء من قوات النخبة البريطانية يعملون سراً في ليبيا منذ عدة أسابيع في مهمة لتدريب قوات المعارضة الليبية، ويساهمون الآن في الجهود الرامية الى تقديم القذافي إلى العدالة بعد دخول قوات المعارضة إلى العاصمة طرابلس. وأضافت أن سيف الإسلام القذافي البالغ من العمر 39 عاماً، نجل العقيد القذافي، أبلغ صحافيين بعد ظهوره المفاجئ في أعقاب تواتر أنباء عن اعتقاله من قبل قوات المعارضة الليبية، أن والده آمن ولا يزال في طرابلس، مع أن مكان وجوده ما يزال غامضاً. ونسبت الصحيفة إلى سيف الإسلام قوله إن"طرابلس تحت سيطرتنا وعلى الجميع أن يطمئنوا". وأشارت إلى أن مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) لم يستبعد إمكانية إرسال جنود من القوات البرية البريطانية إلى ليبيا للمساعدة في تأمين استقرار البلاد بعد سقوط نظام القذافي. يذكر أن الثوار الليبيين وصلوا إلى وسط العاصمة الليبية طرابلس، ولا يزال مكان القذافي ومصيره غامضين، وكانت ترددت أنباء عن اعتقال 3 من أبنائه هم سيف الإسلام والساعدي ومحمد.