تنافست كثير من القنوات الفضائية على كسب قلب المشاهد خلال هذا الشهر الكريم، ومنها من غير في حياة المشاهد للأفضل، ومنها من عمق لغة الصراع لديه وازداد إثما على إثمه، خصوصا جانب المسلسلات التي أصبحت صبغة رمضانية سنوية تعرض فيها أفكار تثير السخرية والاحتقار بالآخرين، مما أوجد ردود فعل واسعة تجاهها، فيما اختلفت مسلسلات أخرى في المضمون الذي تطرحه والمختلف تماما مع أصحاب الاتجاه الأول، حيث يحمل بعضها الفكرة الجيدة والهدف الاجتماعي النبيل، وأخرى تركز على جانب الترفيه البحت، والفائدة قد تكون منعدمة لكنها لا تسيء لأحد، ولا أدعي شخصيا أنني شاهدت كل هذه المسلسلات والبرامج؛ وذلك لضيق الوقت عندي، وإذا حدث وتابعت شيئا من ذلك فيكون للتي تخلو من المخالفات الشرعية، فيما يكون الاطلاع على الحلقات التي تثار حولها الآراء عبر «اليوتيوب» كما هو حال بعض حلقات «طاش ما طاش»، ورأيي فيها منذ أعوام لم يتغير، أنها ضد الدين وأهل الخير والصلاح، ويستغل كتاب حلقاتها مما يثار من قضايا في بعض الصحف بين الحين والآخر، والتي تنشر دون تحري الدقة، بل إن معظمها إن لم يكن كلها، يتم نفيها بدلائل واضحة من الجهات ذات الصلة كحلقة القضاء، وحلقات أخرى تم طرحها ليس هذا مكان الحديث عنها؛ لأن الكثير أشبعها طرحا، وهي تتكرر كل عام بقوالب مختلفة، والهدف الأساسي لها الإضحاك وهز صورة أهل الالتزام والتطاول عليهم أكثر من تناول قضية تهم المجتمع، والعجيب أن هذه الوجبات لا تزداد إلا في رمضان، فيمسي كثير من الناس ويصبح وهو يدير الريموت كنترول على القنوات بكل اتجاه، في ظل الزخم الكبير من المسلسلات والبرامج التي تعرض على المشاهد، ومنها المفيد ومنها الطالح الذي يزداد المشاهد إثما بمشاهدته في هذا الشهر الفضيل، فيما على الجانب الآخر يوجد برامج يزداد متابعوها إيمانا على إيمانهم لما تحتويه من فضائل محمودة، كما أن هناك فرقا شاسعا بين من يشاهد برامج تعتبر وجبات ماتعة تزيده خيرا على خيريته، وبين من يشاهد برامج تزيده والعياذ بالله إثما في هذا الشهر الكريم، وكل إنسان مسؤول عن وجبته التي يختارها من المسلسلات والبرامج، فإذا كانت نافعة سيلمس تأثيرها على حياته بالتغيير للأفضل، وإن كانت مجرد متعة بجوانبها السيئة والمحرمة فإن آثارها ستكون وبيلة عليه، والمهم أن يستفيد الإنسان من أخطائه التي يقع فيها ويعدلها للأفضل؛ لكسب ما تبقى من أيام وليالي هذا الشهر الفضيل عسى أن يشمله في ختامه بالعتق من النار وليس ذلك على الله بعزيز، فليكن الطريق القادم التخلص من الوجبات الفاسدة وكسب الواجبات المفيدة والماتعة. * كاتب صحفي