تحولت أنظار الكثير من الشباب الملتزم في ليالي رمضان إلى الدورات الرياضية، بدلا من البقاء وراء الشاشات التليفزيونية، ومتابعة البرامج الفضائية خاصة الدينية. وتعدى الإقبال على تلك الدورات بمختلف مناشطها سواء أكانت في كرة القدم أو حتى الألعاب الرياضية الأخرى، إلى درجة أن يتم التنسيق لذلك منذ فترة طويلة من خلال الإعلانات عن تلك البطولات ورسوم الاشتراك، بل هناك دورات تتطلب الواسطة حتى يتم التسجيل فيها، فيما الحضور الجماهيري بلا مبالغة؛ لأنه يفوق البعض من المباريات الرسمية. وعلى الرغم من أن رمضان شهر للعبادة إلا أن الدورات والبرامج الرمضانية لا تجد الإقبال المتوقع، مما يجعل البعض في حيرة من أمره هل الشباب يحبون الترفيه أكثر أم هناك قصور في بعض البرامج الدينية؟ «شمس» حاولت التوصل إلى واقع الإقبال وأسباب العزوف. ضعف الإيمان فوازي الغزوي شاب في الخامسة والعشرين من عمره حمل الشباب السبب الرئيس فيما تعانيه البرامج والدورات الرمضانية من إقبال «في البداية علينا أن نشكر جميع الإخوان الذين يقومون بمجهودات نيرة في شهر رمضان الفضيل، وللأسف أقولها وبثقة نحن معشر الشباب السبب الرئيس في ضعف الإقبال على تلك البرامج الدينية النيرة، التي إذا لم نقبل عليها في هذا الشهر الفضيل يا ترى متى سنقبل عليها، فإيماننا ضعيف وأصبحنا نبحث عن اللهو فقط لا أكثر، ففي العصر نلعب كرة الطائرة في الحواري، والمساء لا مجال ولا عذر في الغياب عن الدورات الرمضانية لكرة القدم، والصباح نوم إلى ما لا نهاية، وأقول للشباب لو سألنا أنفسنا سؤالا واحدا فقط نحن عندما كنا في المرحلة الابتدائية، وكذلك المتوسطة والبعض حتى في المرحلة الثانوية، ألم يكن أغلبنا ينتمي للتوعية في مدرسته، وألم يكن هو نفس الشخص الذي يحرص على تجهيز المسابقات الدينية وختم القرآن وحفظ عدة أجزاء حتى يكون ممن يستحق الذهاب مع النشاط إلى مكةالمكرمة للعمرة والمدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي، إذا كانت الإجابة بنعم وهذا المتوقع، فلنراجع حساباتنا قبل أن نلقي باللوم على الآخرين». نقص الإمكانيات لكن عبير الوسمي فتاة في السنة الثانية من الجامعة حملت العاملين على تلك البرامج الدينية ابتعاد العديد من الشباب والفتيات عن تلك البرامج، وتحويل المسار إلى البرامج الترفيهية «حلاوة أي عمل وأي مجهود أن يكون فيه بعض الأخطاء، والأجمل أن يتم علاج تلك الأخطاء في المرات القادمة، ولكن البقاء على نفس الأخطاء هذا الشيء غير المحبب، والدليل الكبير على الإهمال فعلى سبيل المثال كم برنامجا دينيا تقدمه العديد من المؤسسات يجد الإقبال؟ بينما دورة رمضانية في كرة القدم على سبيل المثال أو حتى نشاط نسائي اجتماعي يقدم في عام واحد فتفاجأ في العام الذي يليه أنه أصبح برنامجا أو دورة ذات شعبية وجماهيرية بل ووجود رعاة رسميين، إذ عندما نقارن بين تلك البرامج الدينية والأخرى هل من المعقول وقتها أن نرمي سبب قلة الإقبال على ضعف الإيمان؟ فهذا حديث غير منطقي، ولكن هذا الأمر لا يمنع من القول إنه يوجد بعض البرامج الدينية الجميلة والنيرة التي تجد مشاهدة كبيرة، بل استطاع البعض منها سحب البساط حتى من المسلسلات التي يكون وقت عرضها في نفس وقت عرض البرنامج. ويرى الشاب أحمد الغامدي أن رمضان له خصوصية كاملة في كل شيء «فكل الأعمال فيه مميزة سواء العبادات أو الألعاب الترفيهية أو الرياضية، ونحن كشباب واجبنا وهمنا الأكبر هو العبادة في رمضان، ولكن هناك جوانب مميزة ولها طعم خاص في رمضان كالدورات الرياضية، فنحن كل عام ننتظرها على أحر من الجمر». دعاة الضلال من جهة أخرى حمل المشرف على قناة الأسرة الفضائية الشيخ الدكتور محمد بن عبدالله الهبدان دعاة الضلال والانحراف ما يحدث من لهو ولعب «مما لا يخفى على الجميع أن دعاة الضلال والانحراف يسعون في شهر الخير، رمضان، إلى تضييع الفرصة على كثير من أبناء المسلمين في استغلال فرصة هذا الشهر المبارك، وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، قال «إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين»، فهم يسعون لصد الناس عن دين الله تعالى كما أخبر الله تعالى عنهم في القرآن «والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما»، فهم يريدون صد الناس عن التوبة والرجوع إلى الله تعالى والإقبال على دينه؛ ولذا يستعدون لهذا الشهر من أول السنة لوضع البرامج والخطط التي تصد عن سبيل الله تعالى؛ ولذا على الشباب والفتيات أن يتنبهوا لهذا الأمر وأن يعرفوا لهذا الشهر قدره، وأن يضعوا للترفيه وقته وللجد وقته، وأن يعرفوا أن رمضان فرصة سانحة وغنيمة باردة ينبغي أن لا تضيع باللعب واللهو، وأن يعرفوا سيرة نبيهم، صلى الله عليه وسلم، في رمضان وسيرة أصحابه، رضي الله عنهم، فهم القدوة والأسوة» .