بدءا أهنئكم بشهود شهر الفضائل وصيامه، تقبل الله صالح أعمالكم إنه جواد كريم. واعذروني لعلمي أن أحوال إخواننا في بلاد عربية عدة لا يمكن للمسلم إلا أن يتذكرها، خاصة ونحن في هذا الموسم العظيم. كنت أتابع الأخبار على إحدى الفضائيات وإذا بمشهد يقشعر له البدن، منارة مسجد تقصف بالقذائف فيسقط أعلاها، عندها قلت لجلسائي لقد قربت نهاية ذلك النظام بسقوط تلك المنارة، وإلا من يجرؤ على تلك الجريمة فيقصف رمزا لبيت الله شاخصا في السماء. فاللهم انصر إخواننا في الشام وفلسطين وليبيا وفي كل مكان إنك عزيز حكيم. عندما تخرج عصرا خلال هذا الشهر الفضيل وبالذات كلما اقترب وقت الإفطار تستغرب سلوكيات البعض، التي تتناقض مع هدي الصيام وسمو أخلاقياته، فتسمع تعليق المنبهات ورعونة القيادة كما تشاهد أنماط التخلي عن قواعد المرور بحجة الصيام. فماذا نقول لغير المسلمين إن شاهدوا مثل هذه التصرفات. لنترك عادة «اللحظات الأخيرة» فلا نتذكر حاجاتنا إلا وقت الذروة أو الأوقات الحرجة، ولنتعلم من مدرسة الصيام العظيمة. يظل مسلسل مائدة رمضان «طاش ما طاش» محتلا مكانه على مائدة الإفطار مع الدعاء بالرحمة والمغفرة لصاحب البرنامج، الذي حمل هذا الاسم في التليفزيون السعودي لعقود مضت وهو الشيخ علي الطنطاوي أسكنه الله فسيح جناته. مسلسل طاش قدم هذه السنة حلقتين مميزتين، واحدة تناولت إدمان الكحول والثانية وضع بعض الدوائر الحكومية مقارنة بالجارة الشقيقة دولة الإمارات. كان تناول مشكلة الإدمان ذكيا لماحا وركز على تأثير القرآن الكريم على المسلم حتى مدمن الكحول. أما حلقة الشيك وحقوق صاحب البناء فكانت رصدا واقعيا بذكاء وبراعة. ومن منطلق الحرص على استمرار نجاح هذا المسلسل أدعو ناصرا وعبدالله إلى إعادة النظر مستقبلا قبل التفكير في عمل مشابه لحلقة «رقية» و«الشايب».. تقبل الله صيامكم.