صرح رئيس محاكم تبوك قبل بضعة أشهر أن نسبة الطلاق في المملكة قد ارتفعت في الفترة الأخيرة لما يتجاوز نسبة 40 % وأن حالة طلاق تحدث كل ست دقائق فيها. ذلك التصريح المخيف تبعه قبل أيام تقرير قامت بإعداده وزارة العدل السعودية أكدت فيه أن كل حالة زواج يقابلها 25 حالة طلاق، أي أن نسبة الذين يطلقون ضعف نسبة الذين يتزوجون ب 25 مرة! هذه الأرقام المحبطة التي تشير إلى فشل نسبة كبيرة من الزيجات أدت إليها عدة أسباب اجتماعية، من أهمها في رأيي هي جهل الخاطب بخطيبته وجهلها به، حيث إنه لا تزال الكثير من العائلات تعتمد نظام «اكشط واربح» في زيجات أبنائها وبناتها، فلا رؤية شرعية تتم ولا مكالمات تجرى بعد عقد القرآن وقبل ليلة الزواج، بل إن بعض المتزوجين والمتزوجات يقابلون بعضهم للمرة الأولى في «كوشة» حفل الزفاف قبل أن يتوجهوا معا لبيت واحد! ربما كانت هذه الطريقة فعالة وطبيعية قبل عدة عقود من الزمن، لكن هذه الطريقة لن تجدي نفعا في زمن كزماننا هذا، ففي الماضي لم تكن هناك خيارات مطروحة لدى الشباب ولدى الفتيات، فقد كان معظم أفراد المجتمع يتشابهون في أغلب الجوانب الثقافية والفكرية والاقتصادية، أما الآن فهناك تفاوت كبير بين أفراد المجتمع، وحتى بين أفراد الأسرة الواحدة وهذا بفعل الحداثة والعولمة والتكنولوجيا وأمور أخرى كثيرة لا يتسع المقال لذكرها. الغريب في الأمر هو أننا نعد فعليا من أكثر المجتمعات التي تعد الطلاق عيبا ورغم ذلك تزداد نسبة الطلاق ارتفاعا، وهذا يشير إلى وجود خلل كبير يتعلق بمن هم بداخل مؤسسة الزواج، سواء أكانوا الأزواج أم كن الزوجات، فإن كانت النسبة قد وصلت إلى 40 ٪ في مجتمع يرفض الطلاق ويمقته! ما بالكم لو كنا في مجتمع يتعامل مع قضية الطلاق ببساطة شديدة كالمجتمعات الغربية، إلى أي درجة من الممكن أن تصل إليها نسبة الطلاق في بلادنا يا ترى؟ على جانب آخر، لم لا يلزم الشباب والشابات المقبلين والمقبلات على الزواج بحضور دورات إجبارية للتأهيل للحياة الزوجية مثلما هم ملزمون بإحضار فحوص ما قبل الزواج! أعتقد أنه أمر قد يحدث فرقا كبيرا بإذن الله.