أبدت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، قلقها البالغ وأسفها الشديد لتدهور الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتزايد أعمال العنف، والاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من أبناء البلاد. وأعربت في بيان صحفي صدر عن الأمانة العامة، أمس، عن أسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم في سورية، وأكدت حرصها على أمن واستقرار ووحدة سورية، ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، وإجراء الإصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب السوري ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته. ويضم المجلس في عضويته ست دول هي السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر. من جهة أخرى، قال ناشطون وشهود عيان إن قوات الأمن السورية قتلت العشرات، أثناء حملة عسكرية دموية ضد متظاهرين مناهضين للنظام في حماة، المدينة التي تتعرض لعمليات عسكرية متواصلة، أسفرت عن مقتل نحو 300 شخص، خلال ستة أيام. وذكر شهود عيان أن قوات الجيش والأمن السورية احتلت مستشفيات حماة، ما حال دون تلقي الجرحى للإسعافات، كما أن تطويقها مداخل المدينة دفع بالسكان إلى دفن الموتى بحدائق المنازل. وتقوم قوات الأمن السورية بحملات عسكرية لقمع احتجاجات مناهضة للحكومة، اندلعت في عدد من مدن البلاد منذ منتصف مارس الماضي، ما أدى لمقتل المئات خلال العمليات الدموية التي ندد بها المجتمع الدولي. وفي غضون ذلك، حثت أمريكا رعاياها على مغادرة سورية على الفور. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه بالنظر إلى «الغموض والتقلب المستمر، يتم حث الرعايا على المغادرة فورا، في الوقت الذي ما زالت فيه وسائل النقل متاحة». وفي تطور لافت، قال مسؤول روسي يمثل موسكو في حلف شمال الأطلسي إن الحلف «بدأ التخطيط لعملية عسكرية ضد دمشق»، على خلفية المواجهات الدموية التي يخوضها الجيش ضد المحتجين المطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد. ويزعم نظام دمشق أن «عصابات مسلحة» تقف وراء موجة العنف التي تجتاح البلاد، التي راح ضحيتها مدنيون وعناصر من قوات الأمن الحكومية .