الكل يعد العدة من القنوات الفضائية والمنتجين وكذلك الفنانين وذلك لانطلاق السباق الدرامي الرمضاني، وكلها أيام وسنرى التنافس على أشده بين المسلسلات الدرامية والكوميدية على شاشات القنوات الفضائية؛ فكل ممثل يطمح إلى أن يكون عمله صاحب النصيب الأكبر من المتابعة والإشادة والإطراء.. يأمل أن يتكلل تعبه الذي استمر أشهرا عدة بالنجاح، ولكن في ظل هذه الأمنيات وتلك الآمال يظل المشاهد هو الحكم في كل هذه الأمور المتعلقة في أكثر الأعمال قوة ومحاكاة للشارع الخليجي أو العربي، وإن كنت أتوقع أن تظهر بعض المسلسلات برتابة وكآبة غريبة «كالعادة»؛ لإفراطنا نحن كعرب في العاطفة التي تصل إلى حد الكآبة وما يصاحبها من آلام ودموع، وتبعد نوعا ما عن الواقع الذي نعيشه، أو تعيشه الأغلبية العظمى في الخليج العربي. الخوف كل الخوف من الإسفاف في بعض الأحيان ومن الخروج عن دائرة المألوف في ابتكار حكايات وقصص لا تمت لحياتنا الخليجية والعربية بصلة، كما أتمنى أن نشاهد دراما واقعية تلامس قضايانا الاجتماعية والسياسية كعرب دون الحاجة الى إفتعال القضايا وتصعيدها بشكل مخجل ومؤسف، وأنا أقول هذا الكلام لما شاهدناه من أعمال في الأعوام الماضية أقل ما يقال عنها عادية وسطحية وتضخم الأمور إلى حد كبير. والواضح أن الكوميديا سحبت البساط من الدراما منذ فترة بعيدة، وأعتقد أن سبب ذلك هو البساطة التي تكون عليها الكوميديا وعدم التكلف؛ وإلى رغبة المجتمع في الابتسامة، فتصل بذلك إلى قلوب المشاهدين بسرعة، وأكبر دليل مسلسل طاش ما طاش الذي يحظى بمتابعة كبيرة على مستوى العالم العربي، وأشعر بأن لسان حال الشعب العربي عامة والخليجي خاصة يقول «كفاية حزن وآلام» فنحن ننتظر الضحكة ولكن بشرط أن تكون هذه الضحكة ناتجة عن عمل كوميدي بعيد عن التهريج والإسفاف.