سحب المسلسل الرمضاني (شعبان في رمضان) الذي عُرض على شاشة القناة السعودية الأولى البساط من تحت نجوم الكوميديا في القنوات الفضائية الأخرى. طاقم العمل الذي قرر من الخطوات الأولى للمسلسل البعد عن التهريج والإسفاف في تقديم الكوميديا ما جعله يحقق صدىً جميلا لدى المتابعين. الكثير من المتابعين أكدوا أن هذا العمل استطاع الاستحواذ على رضا الجماهير وأعاد توجيه بوصلة المشاهد نحو التلفزيون السعودي بعد أن هجر القناة الأولى لسنوات طويلة؛ فقد أصبحت القنوات الفضائية تسعى نحو احتكار الفنان السعودي، الأمر الذي أعطى الضوء الأحمر للكثير من الممثلين بتجاوز الخطوط الحمراء، إضافة إلى تقديم كوميديا إن جاز التعبير تعاني الهشاشة وتتصف بالسخف. ابتعدنا عن التهريج هذا، وقد ذكر الفنان يوسف الجراح أحد أبطال العمل أن جرعة الكوميديا التي تناول بها العمل الأحداث كانت خفيفة في ظل مطالبات الغانم بذلك، كي لا يتحول المسلسل إلى نوع من التهريج الماسخ. وراهن الكثيرون على نجاح العمل قبل بدايته، وهذا ما أثبته نجاح عرض العمل نظرا لعدة عوامل يأتي على هرمها المحتوى الذي ظهر به العمل الذي وصفه المتابعون بالمتفرد لأنه ركز على معالجة مشكلات وقضايا اجتماعية، تتعرض لها غالبية الأسر في المحيط الخليجي والعربي في إطار كوميدي متزن. تقنيات كبيرة وحرص الغانم على استخدام أحدث التقنيات ومعدات التصوير والمونتاج على مستوى الخليج، إضافة إلى اختيار نجوم مؤثرين في الساحة الكوميدية السعودية لتجسيد أدوار المسلسل ومما ساعد على تحريك ماء الكوميديا السعودية التي تساعد في إعلاء الكوميديا في سماء الفن العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص حسب وصف الغانم. قصة جديدة هذا، وقد ناقش العمل قصة ثلاث أسر، ويعالج الهم الخليجي والعربي ككل بشكل جديد من نوعه على مستوى الخليج من حيث القصة والمضمون، حيث راعى الدقة في النقل الوافي لتفاصيل الحياة اليومية للأسرة. هذا، وقد ذكر الغانم أن العمل سيفتح الباب لأعمال خليجية أخرى على نفس الأسلوب والمعالجة من الجدية والواقعية بعد ما شاهدناه في الفترة الماضية بعض الأعمال الخليجية التي لم ترتق للواقع الخليجي، والعمل تناسب مع جميع الأعمار حيث يستطيع الصغير قبل الكبير أن يراه وعن المعالجة الدرامية وهي ما تتمتع به خصوصية الشاشة السعودية والأسرة المحافظة. العمل تناول قصة ثلاث زوجات وطرح من خلاله نماذج للمرأة بأشكال مختلفة عمريا وثقافيا؛ حيث تناول العمل علاقة الأم بأبنائها وعلاقة الزوجات بأم الأزواج، كذلك الطريقة التي يمكن للمرأة من خلالها أن تحقق ذاتها. الخلطة السرية المخرج عبدالخالق الغانم أحد الركائز الأساسية في نجاح (طاش ماطاش) طوال الأعوام الماضية، اكتسب خبرة كبيرة في نظرة المجتمع السعودي للأعمال الدرامية والكوميدية من خلال حضوره المكثف في (طاش)، واستطاع الغانم أن ينقل هذه الرؤية لمسلسل (شعبان في رمضان) وإيجاد جو خاص ميزه عن الأعمال الأخرى، واستطاع أن يبرهن على مدى نجوميته كمخرج، قادر على تحويل المقروء إلى صورة بشكل جذاب. شارك في العمل يوسف الجراح، انتصار الشراح، عبير أحمد، بشير غنيم، سعد المدهش، عبدالرحمن الأحمري، راضي المهنا، سمير الناصر. العمل من تأليف الكاتب محمد الرمحي ومعالجة عبدالعزيز السماعيل. وفي اتصال هاتفي أجرته “شمس” مع الفنان بشير غنيم أكد فيه أن نجاح العمل لم يأت من فراغ فقد بُذلت فيه جهود جبارة من طاقم العمل ليظهر بالشكل الذي يرضي طموحاتنا وينال استحسان الجمهور، وأضاف عمدنا في هذا العمل إلى تقديم فكرة ناضجة ممزوجة بالكوميديا الراقية لنكسب احترام الآخرين ولمعالجة قضايانا الحقيقية من غير تكلف أو تهويل، واستطرد الغنيم: “إن العرض كان أكثر من الطلب، ما أدى إلى تشتت تركيز المشاهد، لكن بفضل الله استطعنا أن نستقطب المشاهد بشهادة الجميع، وأعدنا من خلال هذا العمل المشاهد للتلفزيون السعودي”، وطالب الغنيم الجهات المسؤولة بإعطاء الضوء الأخضر للأعمال المعروضة على التلفزيون السعودي في وقت مبكر ليتسنى للممثل تقديم ما لديه بعيدا عن الضغوط التي تحدث خلال تصوير أي عمل.