توقع محللون أن تشهد سوق الأسهم السعودية استقرارا خلال شهر رمضان المبارك، خصوصا في أسابيعه الأولى، وعزوا ذلك إلى انصراف المتداولين إلى العبادة، وكذلك عدم وجود إدراجات جديدة لشركات بعينها في سوق الأسهم خلال شهر رمضان؛ ما يتسبب في انخفاض في السيولة والكميات المتداولة من الأسهم. وبحسب المحللين فإن اتجاه السوق تحدده عوامل عديدة أهمها نتائج الربع الثاني لشركات السوق، ووضع الاقتصاد العالمي من حيث البيانات الصادرة عنه، خصوصا أزمة مديونية الدول الأوروبية، أو التغيرات المتوقعة لأسعار الصرف العالمية المرتبطة بالدولار الأمريكي. ويؤكد الخبير الاقتصادي حسان الوطبان أن توقعات المحللين الماليين متباينة بشأن وضع سوق الأسهم السعودي خلال شهر رمضان، وخصوصا تزامنه مع إجازة فصل الصيف، حيث أخذ العرف لدى صغار ومتوسطي المستثمرين والمضاربين على حد سواء في اتباع سياسة التخلص من بعض كميات الأسهم المضارب عليها خلال أشهر إجازة الصيف؛ تحسبا لانسحاب بعض كبار المضاربين من سوق الأسهم من ناحية، ولكي لا تقع كميات الأسهم التي يمتلكونها في شرك انحدار أو جمود أسعار لبعض القطاعات خلال فصل إجازة الصيف من ناحية أخرى. وأضاف «ظاهرة انسحاب كبار المضاربين من السوق قد يتسبب في بعض الجمود، أو الترنح في أسعار أسهم الشركات لبعض القطاعات، إلا أن هذا المنطق ليس بالضرورة أن يكون مؤشرا صحيحا في تعليل حالة التقلبات الحاصلة في المؤشر العام للسوق». وانتقد الوطبان سوق الأسهم السعودية عندما تتأثر بخروج المضاربين في نهاية إجازة الأسبوع، أو عند ابتعادهم عن سوق الأسهم خلال فترة الإجازة الصيفية، أو أثناء شهر رمضان مرجعا ذلك؛ لاعتماد سوق الأسهم على سياسة المضاربة وعلى أحجام السيولة، وكميات أوامر البيع والشراء للأسهم. وتوقع ألا يكون هناك تأثير على اتجاه مؤشر سوق الأسهم خلال شهر رمضان، وخصوصا في أسبوعه الأول والثاني «قد يتأثر الأسبوع الثالث نسبيا وفقا لسلوكيات ناتجة من بعض كبار المضاربين، ومن يتبعهم من صغار ومتوسطي المضاربين الذي قد يتسبب في خفض حجم السيولة، وارتفاع أحجام الكميات المتداولة من الأسهم المباعة بقصد الضغط على بعض أسعار الأسهم». وخلص إلى أن هذه الظاهرة لن تكون سببا في الصعود الحاد، أو الانخفاض الحاد، أو الانهيار في السوق، وإنما يسمى بعرف التلاعب من قبل بعض كبار المضاربين، أو بما يسمى باليد الخفية للضغط على بعض المتداولين لغرض اتخاذ قرارات غير صائبة تصب في النهاية في مصلحة المضارب. وعزا الخبير الاقتصادي حالة الجمود الحاصلة في سوق الأسهم إلى تزامن دخول شهر رمضان مع إجازة الصيف؛ ما يؤدي إلى انصراف المتداولين إلى العبادة، وبالتالي سيتسبب في انخفاض في السيولة والكميات المتداولة من الأسهم، وكذلك عدم وجود إدراجات جديدة لشركات بعينها في سوق الأسهم خلال شهر رمضان أو بعده، تكون سببا في حالة الجمود المؤقت في حجم العمليات المتداولة في كمية الأسهم، وأيضا تقارب المستثمرين في عدد الأسهم المطلوبة والمعروضة التي يمتلكونها والمطروحة للتداول. وأوضح أمجد البدرة، مصرفي سابق، أن شهر رمضان يعد كغيره من الشهور من ناحية التداول حتى لو كانت هناك تقلبات سعرية وكمية تداول عالية «السوق السعودية على العموم هي سوق ذات طابع أفقي بعدما تم ضبطها بنجاح من شرطي السوق (هيئة سوق المال) وتم إخراج ذوي الأموال المحروقة والحارقة مضاربيا، حيث أصبحت السوق تتفاعل وبثقل مع النتائج سواء أكانت إيجابية أو سلبية». وتوقع الخبير الاقتصادي تركي فدعق أن تكون أحجام التداول خلال شهر رمضان المبارك منخفضة بشكل نسبي؛ بسبب تغير العادات الاجتماعية على مستوى الأفراد للعديد من المستثمرين، أما الشركات التي تتعامل مع السوق فستبقى بالقرب من السوق. وأشار فدعق إلى أن اتجاه السوق تحدده عوامل عديدة أهمها نتائج الربع الثاني لشركات السوق، ووضع الاقتصاد العالمي من حيث البيانات الصادرة عنه خصوصا أزمة مديونية الدول الأوروبية أو التغيرات المتوقعة لأسعار الصرف العالمية المرتبطة بالدولار الأمريكي