سيطرت المخاوف من البيع العشوائي على صغار المتداولين أمس بعد تراجع مؤشر الأسهم السعودية للجلسة الخامسة على التوالي، حيث أعرب متداولون ل"الوطن" عن قلقهم تجاه أوضاع السوق، في حين أرجع محللون ماليون انخفاض المؤشر إلى تأثره بالأسواق العالمية، ودخول موسم الصيف حيث يتجه بعض المستثمرين الأفراد إلى تسييل جزء من محافظهم بغية الاستفادة من السيولة خلال الإجازة. وقال محمد الخالدي (متداول التقته "الوطن" في إحدى صالات التداول البنكية في الرياض) إن تعاملات سوق الأسهم المحلية تسير بشكل عشوائي لا يمكن التنبؤ بمجرياتها المستقبلية. وقال إن "المحللين الفنيين ليسوا دقيقين من خلال تحليلهم للسوق المالية السعودية، إذ إن المؤشر يتهاوى من يوم لآخر دون الاعتراف بنقاط الدعم الفنية التي دائما ما يتحدثون عنها". وأبدى مخاوفه من إمكانية استمرار تراجع المؤشر خلال الأسبوع الجاري، مبينا أنه في حال حدوث ذلك ستكون سيولة المتداولين الأفراد في السوق "معلقة" بأسعار عالية في معظم أسهم الشركات المتداولة. وأدى استمرار انخفاض مؤشر سوق الأسهم السعودية منذ الأحد الماضي وحتى نهاية تعاملات أمس إلى إرباك كبير في تعاملات المستثمرين الأفراد، دفعهم إلى تسييل جزء من محافظهم الاستثمارية، وسط مخاوف من إمكانية استمرار التراجعات خلال تعاملات الأسبوع الجاري. وبدأت ملامح السوق غائبة تماما أمام الكثير منهم، إذ قالوا إن السوق تسير بشكل عشوائي ولا يمكن التنبؤ بما قد يحدث خلال الفترة المقبلة، وأعربوا عن مخاوفهم من معدلات تراجع أكبر خلال شهر رمضان المقبل، متمنين أن تكون تعاملات السوق أكثر هدوءا وتفاعلا مع نتائج الشركات للربع الثاني. وأكد عايض عتيق (متداول آخر) أن بدء إجازة الصيف، والأداء السلبي لمؤشر السوق، دفعه لتسييل جزء من محفظته الاستثمارية أمس، مبديا مخاوفه من تفاقم الخسائر خلال إجازة الصيف الحالية وشهر رمضان المقبل. وأشار إلى أنه فضل تسييل محفظته الاستثمارية بهدف اللجوء إليها عند الحاجة أو تعديل الأسعار مستقبلا، وأضاف "أتمنى أن تكون التعاملات خلال الأيام المقبلة متفاعلة مع أرباح الشركات التي قد تكون إيجابية بشكل عام، ولا يمكن وصفها بالسلبية بحسب توقعات الشركات المالية والاستثمارية". وأوضح محللون ماليون أن تعاملات السوق الحالية مرتبكة تماما وتسير وفقا لأداء الأسواق العالمية رغم عدم ارتباطها بها بشكل مباشر. وقال المحلل المالي فهد المشاري في تصريح إلى "الوطن" إن انخفاض المؤشر الحاد أمر لا يمكن قبوله، مبينا أن ذلك يقود المستثمرين الأفراد إلى الارتباك والقيام بعمليات بيع عشوائية تزيد من حدة التراجعات. وأوضح أن التعاملات الحالية لا يمكن التنبؤ بها وأن عدم محافظة المؤشر على نقاط الدعم الفنية القوية عند مستويات 5800 نقطة تقريبا قد تقود إلى زيارة مناطق أقل خلال الفترة القريبة المقبلة. وذكر خبير أسواق المال عيسى الصالح أن مؤشر السوق بدأ عليه الضعف والتراجع منذ الأسبوع الماضي تفاعلا مع الأسواق العالمية، ونتائج الشركات للربع الثاني. وقال إن واصلت تعاملات السوق خلال اليومين المقبلين مسلسل انخفاضاتها فإنه من الممكن أن تتعلق سيولة وأموال كثير من المستثمرين في أسهم الشركات بأسعار عليا، خصوصا وأن هذه الأسعار معظمها كانت عندما كان مؤشر السوق يقف عند مستويات 6800 نقطة تقريبا. وأشار الصالح إلى أن السيولة النقدية المتداولة في السوق خلال الفترة الحالية ضعيفة جدا، مرجعا ذلك إلى ترقب المتداولين لإعلانات نتائج الربع الثاني للشركات المدرجة، إضافة إلى بدء إجازة موسم الصيف الحالية. يذكر أن رحلة الهبوط لمؤشر السوق بدأت منذ الأحد الماضي وبشكل مستمر وصولا إلى أدنى مستوياته خلال شهر، كاسرا بذلك نقاط دعم فنية هامة كان يعتمد عليها، تقف عند مستويات 6200 و 6 آلاف نقطة على التوالي.