كلما لوحت الإجازة الصيفية بقدومها وهبت الأسر والعوائل تنظم وتحضر جداولها الاستثمارية لهذه الإجازة. تبرز القاهرة وبيروت وسورية ودبي وتونس على رأس قائمة اهتمامات السواد الأعظم من السعوديين، وهذا الكلام قبل اندلاع الثورات الشعبية في مصر وسورية وتونس، أما الفئة المتبقية فهم من مرتادي لندن وباريس وأمريكا. ورغم التوتر السياسي في المشهد اللبناني الذي لا يمكن التنبؤ بما سيشهده بين فينة وأخرى إلا أن لبنان مازال مهوى أفئدة الكثير، وبينما تترنح الأسر السعودية محتارة إلى أين تذهب في الصيف ترن في الأذهان تلك الأسطوانة القديمة «السياحة الوطنية» التي مازالت مكانك راوح لافتقارها إلى المقومات الكفيلة بجعلها مقصد المواطنين من الأسر والشباب، فمازلنا حتى الآن نعاني في السياحة الوطنية عدم توفر السكن الجيد والبرامج المناسبة للعوائل والشباب، ومن أبرز هذه المعوقات عدم وجود المسرح الغنائي وفن المسرح والسينما والمطاعم المنظمة والنظيفة وخريطة المواقع والمعالم التاريخية، فنحن لا نعرف آثارنا كما يجب في ظل عدم وجود البنية التحتية من مسح ببلوجرافي ومعلوماتي. وعلاقة هيئة السياحة بالمواطن حتى الآن لم تبلغ مرحلة الرشد، وهي مطالبة بتلمس احتياجات الناس الذين يتطلعون إلى قضاء موسم على الأقل جيد، وإذا أرادت أن تنجح فعليها المسارعة بتأمين المتطلبات المذكورة آنفا على وجه السرعة لتتفرغ بعدها لتطوير برامجها والنهوض بها حتى يتسنى لها أن تقف إلى جوار الآخرين من البلدان السياحية التي يقصدها السعوديون. إن الأسر والأطفال بحاجة لدور السينما، والكل يعرف أن السعوديين يقصدون دبي والبحرين من أجل السينما بالدرجة الأولى، ولو فكرنا فيها اقتصاديا فستكون مصدر دخل يرفد مشوار صناعة السياحة الوطنية من جديد إلى جانب النشاط المسرحي والغنائي والمسابقات والألعاب، والله الموفق.