هناك الكثير من المطربين يفتقدون القبول الجماهيري أو حتى الإعلامي على الرغم من حضورهم الفني على مستوى الألبومات أو الأغاني المنفردة المدعمة بتصويرها بطريقة الفيديو كليب وكم هو محزن أن تعيش وتغني دون أن تجد صدى لكل ما غنيته، وكم هو قاتل أن تنتج الألبوم تلو الآخر، وتصور الكليب إثر الكليب دون أن يكون لكل ذلك أي ردة فعل شعبي، وهذا الشعور لدى الفنان شعور يقتل كل شيء داخله ويحطمه، ويتركه مجرد اسم كان أو كان من المفترض أن يكون، لن أتورط في ذكر أسماء لفنانين يعانون شحا وجدبا وقحطا جماهيريا لكنني في المقابل سأذكر مجموعة من الأسماء يرددها الإعلام ويطرحها بوصفهم نجوما لهم جماهيرهم ولهم محبوهم ولهم عشاقهم إلى حد كبير، وهذا الحب ينعكس على شراء ألبوماتهم وحضور حفلاتهم والإشادة بهم في البرامج التليفزيونية ومسابقات التوب تن، وحتى الهواة الذين يغنون أغاني المشاهير يختارون لهؤلاء بعض أغانيهم. وللأسف الشديد أن معيار الجودة يختلف كثيرا عن مقياس الشهرة وعلى الرغم من ذلك لا بد أن نحترم الجماهير فلا يمكن أن نقول إن خالد عبدالرحمن بما يملك من جماهير هو فنان سيئ بالمقاييس الفنية وأن صوته كئيب، ولا يمكن أن نصف راشد الماجد بكل ما أوتي من محبة ورغم كليباته التي جرحت مشاعر الفتيات، وأسعدت الشباب هو فنان سيئ ومن الصعب أن نصف شيرين عبدالوهاب –التي رغم عمرها القصير ولسانها الطويل ومشكلاتها الكثيرة- أن إحساسها سيئ وصوتها رديء.