حالما تسقط المتدربة أرضا أثناء أداء الباليه فإن من تقوم على تدريبها تحثها على النهوض فورا، والمتابعة.. لماذا؟! لكي لا يتسنى لها الشعور بالخزي أو الإحباط وأنها فشلت في أداء حركة معينة، بل تحثها على المحاولة من جديد وبدء العمل فتبتعد الأفكار السلبية عنها وتركز المحاولة الثانية.. يقول جون ماكسويل إن النحلة الطنانة وفقا لقوانين الديناميكا الهوائية لا يمكن أن تطير بسبب حجمها ووزنها وشكل جسدها بالنسبة لأجنحتها بل إن طيرانها ضرب من المستحيل ولكن النحلة الطنانة التي ليست لديها أدنى فكرة عن هذه النظرية العلمية تطير على أية حال! انظر لكلتا الحالتين.. متدربة الباليه والنحلة الطنانة كلتاهما لم تشعرا بالفشل والتعثر، وأن الوصول للمبتغى مستحيل، ببساطة ابتعدتا عن التشويش الخارجي والداخلي أيضا.. التشويش الخارجي هو كلام الناس الذي قد يوقفك ويثبط من همتك وعزيمتك، عندما تنوي إقامة مشروع معين مثلا فإنك لا محالة ستواجه بعضا من الناس يقولون لك: ما الفائدة منه؟! تضييع وقت.. لن يهتم بك وبمشروعك أي شخص! أما التشويش الداخلي فهو ما يتسلل لنفسك من تردد ووسوسة مثل أن تقول: أخشى أن أفشل في عمل المشروع! قد لا يعجبهم.. لو أترك العمل والتعب وأقضي وقتي مع عائلتي أفضل. في كل الأحوال عليك أن تتخلص من التشويش لتنجز، وأن تندفع للعمل برغبة وحب وتفاؤل، هذه طريقة جاليليو الذي رغم الحكم عليه بالحبس في منزله من قبل رجال الدين في ذلك الزمن ورغم التجاهل والتهميش لأفكاره وآرائه، فكل مجتمعه كان في كفة وهو في كفة مختلفة، ظل يراقب السماء بالتلسكوب الذي اخترعه ويقرأ ويبحث ويؤلف فقال للعالم بكل ثقة: إن الأرض تدور، فهب الجميع في وجهه بين مكذبين وآخرين اتهموه بالزندقة والإلحاد، لكنه ظل يقول: «مع ذلك إنها تدور!». تجاهل التشويش والضغط الذي سلط عليه ليتراجع عن آرائه، آمن بأبحاثه واختراعه.. وأهدى للعالم الفيزياء التي ندرسها اليوم، وكذلك أنت يجب أن تعرف المعادلة وما هو المطلوب منك، ثق بنفسك وبقدراتك، وابدأ بكل عمل قررت تأجيله بسبب كلام الناس المحبط، أو بسبب ترددك واعلم أنك ستجد ثماره يوما ما، فالله لا يضيع جهد مجتهد أبدا.