لا أخفيكم علما أنني أكتب مقالي هذا وأنا أرتعش خوفا من أن يقرأه الهولندي ريكارد فيرسل لي «أطلق بودي جارد» ليستعرض قوة «عضلاته المفتولة» على حسابي ويحطم جهازي على رأسي لأنني انتقدت «الهيلمان» الذي وضعته إدارة المنتخبات السعودية ل«المنقذ» الشاب لكرتنا التي تحتضر. سبحان الله.. بالأمس نبحث عن اسم يقبل قيادة الأخضر وسط مطالبات إعلامية وجماهيرية بأحد نجوم التدريب الذين رفض معظمهم المهمة وفضلوا التزام أماكنهم محترمين بذلك أنفسهم وتاريخهم.. واليوم يحضر إلينا طيب الذكر و «العاطل» السابق ريكارد ليطفئ فرحة الشارع الرياضي بقدومه ب«الفشخرة» الزائدة. لا أعلم من الذي رسم سيناريو «البودي جارد».. هل هو ريكارد نفسه أم إدارة شؤون المنتخبات الباحثة عن الإنجاز بقيادة الشاب الخلوق محمد المسحل.. ولا أدري ما هو الخطر الذي يحدق بالسيد ريكارد لتغلق جميع السبل المؤدية إليه بهذا الشكل إلى درجة أنني بدأت أشك أن هناك من يطارده ليسرق منه «الخلطة السرية» التي أحضرها للقفز بأخضرنا إلى مونديال البرازيل 2014. يحز في نفسي كثيرا أن أبدأ حديثي عن مشوار ريكارد بانتقاد البودي جارد رغم وجود ما هو أهم من ذلك بكثير لأن بلدنا بلد الأمن والأمان وإن كان لا بد من «البرستيج الأمني» فأجهزتنا الأمنية تقوم بدورها على أكمل وجه داخليا وخارجيا ولا حاجة للتعاقد مع بودي جارد خاص شغله الشاغل الوقوف في وجه الإعلاميين ومنعهم من الاقتراب من المدرب القادم من الكوكب الآخر. آمل أن يفهم ريكارد أو تفهمه إدارة شؤون المنتخبات إذا لم يفهم أن الشارع الرياضي السعودي متعطش للإنجازات وتحقيق البطولات، والجمهور يرغب في صناعة منتخب قوي على أرض الميدان وليس مدربا قويا «يتفرج» بكل أريحية من المنصات. الشارع الرياضي يحتاج إلى عمل متواصل يتكاتف فيه الجميع مع مجهودات الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب لإطفاء نار الإخفاق التي أحرقت القلوب الخضراء... وهذا لن يأتي بسياسة الإغلاق أو إن صح التعبير ب«فشخرة البودي جاردات» التي قد تنفع في أماكن أخرى «غير آمنة» وتكثر فيها أحداث العراك والشجار لأسباب يعرفها رواد الخارج ولكنها لا ولن تنفع في بلادنا حتى وإن كانت تأسيسا لثقافة مرفوضة داخل الحدود السعودية.