استبعدت الهيئة العامة للغذاء والدواء دخول أغذية محرمة شرعا للسوق السعودية، مؤكدة استيراد ستة مختبرات ذكية أخيرا لكشف الأغذية والمعلبات التي تحتوى على مواد نجسة ومحرمة وفقا للشريعة الإسلامية، وكذلك المشروبات التي يمكن أن تكون بها مواد كحولية ولم يسكر كثيرها باعتبار قليلها حراما شرعا. وحول ما رصدته الهيئة من أغذية محرمة قال نائب رئيس الهيئة لقطاع الغذاء إبراهيم المهيزع أن هناك 500 ألف إرسالية غذائية تصل إلى المملكة سنويا، وأن نسبة الأغذية المحرمة ضئيلة جدا ويتم التعامل معها بشكل جاد وفق الطرق النظامية لضمان نظافة السوق السعودية من كل الأغذية الحرام، مشيرا إلى أن الهيئة على مدى عملها لم تتهاون في الإفساح عنها في المنافذ. وأكد المهيزع وجود تحركات داخل الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية لبناء مختبر مرجعي للدول الإسلامية لملاحقة الأغذية والمشروبات المحرمة، وأشار إلى أن كثيرا من هذه الدول تهتم من منطلق اقتصادي بالغذاء الحلال، وباعتبار أن 30 % من تجارة الغذاء في العالم تهتم بالحلال. وقال المهيزع إن هناك اختلافا في طريقة الذبح الحلال في مختلف دول العالم الإسلامي نظرا لاختلاف المذاهب، كالصعق الكهربائي واستخدام المطرقة فهناك من يحللها وآخر يحرمها، وأشار إلى توسع مفهوم الغذاء الحلال الذي يتعدى طريقة الذبح الحلال إلى إضافات المواد الغذائية التي قد تحتوي بعضها على مواد محرمة من حيوانات ميتة، أو كحول، أو دهون خنزير. وخلال مؤتمر صحفي بالرياض، أمس، بمناسبة الموافقة الملكية على رعاية المؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء والدواء الحلال الذي سينعقد خلال الفترة من 20 إلى 23 ربيع الأول لعام 1433ه أكد رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل، أن القيمة الاقتصادية للغذاء الحلال تقدر ب2.5 تريليون ريال، وأن هناك أكثر من 1.8 مليار مسلم حول العالم يحرصون على تناول الأغذية والمشروبات الحلال. وأشار الكنهل إلى أن الدافع وراء استضافة المملكة للمؤتمر وضع الأنظمة والضوابط للرقابة على الغذاء الحلال باعتبارها مهبط الوحي الإلهي على نبي الإسلام، وقال إنه سيتم التركيز خلال المؤتمر على عدة زوايا من أهمها الشرعية والتقنية، متمنيا أن يكون هناك تمازج وتزاوج للنظرة الشرعية والتقنية «باعتبار أن الموضوع شائك، ولا يقصد هنا فقط في الذبح بل تتعدى لتصل إلى الصناعات التحويلية وإضافات الأغذية، ولا بد من وضع علماء الشريعة والغذاء تحت مظلة واحدة، وألا يترك المجال للعلماء للحديث بمعزل عن الآخر». وأكد الكنهل أن المؤتمر لن يقتصر فقط على نوعية الغذاء من مصدر واحد، بل سيهتم بالسلسلة الكاملة لصناعة الغذاء بداية من الأعلاف التي تحتوي على مواد نجسة ومحرمة ويتغذى عليها الحيوان «وسيخرج المؤتمر بتوصيات لتحريم جميع السلسلة الغذائية إذا اختلت في بدايتها منذ العلف الحيواني إلى أن يصل إلى المائدة، وأن من أهداف المؤتمر صياغة بروتوكول ونظام موحد للغذاء الحلال بين الدول الإسلامية والدول المنتجة». وقال الكنهل إن المؤتمر سيسلط الضوء على الضوابط الحالية للرفع بمستواها بوضع آليات واضحة لتطبيقها والتحقق منها وسهولة تنفيذها، إلى جانب تبادل الخبرات العلمية في طريقة الكشف على الأغذية المحرمة والتعرف على التقنيات العلمية الحديثة المتعلقة بطرق التحليل للكشف عن بقايا أو ملوثات من المواد المحرمة في الأغذية التي تحمل شعار «حلال» .