قدَّر الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل حجم «الغذاء الحلال» في العالم ب 2.5 تريليون ريال، ويهتم به ويعتمد عليه أكثر من 1.8 بليون نسمة حول العالم.وأشار الكنهل في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس للإعلان عن الموافقة الملكية على رعاية المؤتمر العالمي الأول للرقابة على الغذاء والدواء الحلال الذي سينعقد خلال ربيع المقبل، إلى أن الدافع لانعقاد المؤتمر في المملكة يأتي من مكانتها ودورها الإسلامي، ولا بد «أن نخطو خطوة جادة لوضع الأنظمة والضوابط للرقابة على هذا الغذاء، كما أنه واجب شرعي، ويجب أن تتحمله المملكة، باعتبار أن كثيراً من المسلمين في دول العالم يركنون إلى ما يخرج من السعودية». وبيَّن الكنهل أن المؤتمر لن يقتصر فقط على نوعية الغذاء من مصدر واحد، بل سيهتم بالسلسلة الكاملة لصناعة الغذاء بداية من الأعلاف التي يتغذى عليها الحيوان. وقال: «إن هناك حيوانات تتغذى على مواد نجسة ومحرمة، وسيخرج المؤتمر بتوصيات لتحريم جميع السلسلة الغذائية إذا اختلت في بدايتها ابتداء من العلف الحيواني إلى أن تصل إلى المائدة». وأوضح أن من أهداف المؤتمر صياغة بروتوكول ونظام موحَّد للغذاء الحلال بين الدول الإسلامية والدول المنتجة غير الإسلامية. وقال: «ننتظر الخروج بمواءمة بين الدول الإسلامية وغيرها المنتجة للغذاء للمستهلكين». وأضاف الكنهل أنه سيتم التركيز خلال المؤتمر على زوايا عدة، من أهمها الشرعية والتقنية، و«نتمنى أن يكون هناك تمازج وتزاوج للنظرة الشرعية والتقنية، باعتبار أن الموضوع شائك، ولا يقصد هنا فقط الذبح بل يتعدى ليصل إلى الصناعات التحويلية وإضافات الأغذية، ولا بد من وجود علماء الشريعة والغذاء تحت مظلة واحدة، وألا يترك المجال للعلماء للحديث بمعزل عن الآخر». ولفت إلى أن المؤتمر سيسلط الضوء على الضوابط الحالية للرفع بمستواها بوضع آليات واضحة لتطبيقها والتحقق منها وسهولة تنفيذها، إلى جانب تبادل الخبرات العلمية في طريقة الكشف على الغذاء، لتفاوت تجارب بعض الدول عن الأخرى. وعن استضافة دول أجنبية غير إسلامية ليست لها علاقة بالغذاء الحلال، أوضح نائب رئيس الهيئة لقطاع الغذاء إبراهيم المهيزع، أن كثيراً من هذه الدول تهتم من منطلق اقتصادي بالغذاء الحلال، وباعتبار أن 30 في المئة من تجارة الغذاء في العالم تهتم بالحلال. وأشار المهيزع إلى توسُّع مفهوم الغذاء الحلال الذي يتعدى طريقة الذبح الحلال إلى إضافات المواد الغذائية التي قد يحتوي بعضها على مواد محرمة من حيوانات ميتة في السلسلة الغذائية، أو كحول، أو دهون خنزير. وقال: «ما زال هناك اختلاف في وجهات النظر في طرق الذبح الحلال في مختلف دول العالم الإسلامي باختلاف المذاهب، مثل الصعق الكهربائي، واستخدام المطرقة، وهناك من يحلُّها وآخر يحرمها، ولهذه الأسباب فالمؤتمر فرصة لتوحيد وجهات النظر سواء فنية أم شرعية، وألا تكون مبنية على افتراضات». وكشف المهيزع أن لدى الهيئة 6 مختبرات في المنافذ وبوحدات خاصة بالغذاء للكشف عن الكحوليات أو مشتقات الغذاء المحرمة، وقال: «نسعى لبناء مختبر مرجعي للدول الإسلامية». وحول رقابة الهيئة للغذاء غير السليم في المنافذ أوضح المهيزع أن 500 ألف إرسالية ترد إلى المملكة سنوياً، مشيراً إلى أن الهيئة لا تتهاون في الإفساح عما يثبت وجود مشتقات محرمة فيه. ويهدف المؤتمر إلى التعريف بالمفهوم الشرعي للأغذية الحلال ومنافعها من منظور علمي، والتعرف على الجوانب الاقتصادية لتجارة الأغذية الحلال في ظل زيادة الطلب على هذه الأغذية في جميع أنحاء العالم، والتعرف على التقنيات العلمية الحديثة المتعلقة بطرق التحليل للكشف عن بقايا أو ملوثات من المواد المحرمة في الأغذية التي تحمل شعار «حلال».